اخوتي وأبنائي ضباط وجنود القوات المسلحة

منذ عشر سنوات مضت تابع العالم بأسره خطاكم الثابتة وأنتم تخوضون معركة ظافرة استردت بها الأمة العربية كرامتها وتخلصت من مرارة الهزيمة وعرفت مذاق النصر يوم أن اقتحمتم القناة ورفعتم علم مصر علي أرضها المقدسة وفوق ترابها الطاهر ،ولم يكن ذلك أمرا جديدا علي جيش مصر الذي اقترن تاريخه القديم والحديث بالانتصارات الخالدة والبطولات الرائعة ،فلقد كان قدر مصر دائما بحكم تاريخها وموقعها أن يتحمل جيشها الباسل مسئولية الدفاع عن المنطقة والذود عن مقدساتها

لقد كان الجندي المصري دائما طليعة النضال القومي والتعبير الصادق عن الوطنية المصرية يحس بنبض امته ،ويعبر عن ضميرها ويجعل من اهدافها رسالته السامية التي تمثل أغلي آماله وأعز أمانيه

لقد امتلك المقاتل المصري دوما ادراكا واعيا للتاريخ وفهما سليما للأحداث ورؤية واضحة للأهداف يحارب من أجل الحق وينتصر ليفرض السلام .يلتزم بالمثل الانسانية 0 لا يبدأ بالعدوان ولا يسعي للغزو . جسورا في الدفاع عن الوطن لا يتخلف عن ندائه ،ويضع روحه علي كفه فداء له ويبذل روحه في سبيله .يحمي الشرعية ويصون الانجازات الوطنية

لقد مضت عشر سنوات علي أعظم انتصار عسكري في تاريخنا الحديث شهدت فيه عن قرب اذ كان لي شرف الانتماء والقتال في صفوفكم نماذج للبطولة النادرة والتضحية الفريدة ..سوف نظل نذكرها دائما كالملاحم نعلمها لأولادنا حتي تدرك الأجيال القادمة حجم البطولات والتضحيات التي قدمها الجندي المصري حين تصدي للعدوان علي أرضه ولبي نداء امته ووقف العالم مبهورا أمام بسالته وهو ينهي اسطورة التفوق العسكري ويزيل آثار العدوان ويعلي كلمة الحق ويبعث الأمل في السلام

لقد كان انجازكم العظيم في اكتوبر 1973 هو الذي فتح آفاقا جديدة في هذه المنطقة من العالم وهو الحدث الذي امتدت اثاره لتترك بصماتها علي العلاقات بين الدول والسياسات القائمة لها . فالدنيا كلها تعترف بأن العالم بعد اكتوبر 73 يختلف عما قبله بسبب مجموعة الحقائق الجديدة التي قدمتها حربكم الظافرة ومجموعة المفاهيم التي اسقطها انتصاركم المجيد

اننا لا ننسي في غمرة احتفالات عيد النصر تلك الأرواح الطاهرة والدماء الزكية التي بذلها ابطالنا وهم يستشهدون في سبيل الله دفاعا عن قدسية الوطن .كما اننا لا ننسي ايضا صاحب قرار الحرب المجيد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ،الذي شاءت الأقدار ان يلقي هو الآخر ربه في ذكري يوم النصر العظيم وهو يتطلع الي يوم التحرير الكامل لثري مصر الطاهرة

ان رسالة القوات المسلحة ومسئولياتها اليوم لا تقل عنها في اوقات المعارك واثناء القتال لأن الدفاع عن الحق وحماية المقدسات ،والوعي بالأحداث كلها امور تقتضي اليقظة المستمرة ،والاستعداد الدائم لصيانة الأمن القومي وتعزيز الفائدة التي يستند اليها السلام . ولذلك كان التزامنا قويا بتدعيم الكفاءة القتالية والقدرة الدفاعية للقوات المسلحة حتي تكون درعا للوطن تردع العدوان وتحمي المكاسب التي حققناها بالنضال الطويل والكفاح المرير

اليكم يا أبناء مصر البواسل تحية يوم النصر المجيد تشاركني فيها جماهير شعبنا المصر العظيم الفخورة بكم المعتزة بنضالكم وليكن الله معكم حتي يقترن النصر بخطاكم دائما ومن ينصره الله فلا غالب له
المصدر

http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=24313