منتدى وموقع السيد الرئيس محمد حسنى مبارك
 
الرئيسيةخطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Emptyأحدث الصورالتسجيلدخولخطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Safe_i10
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
فتح حساب
صفحة جديدة 1


اعلانات تجارية

https://i.servimg.com/u/f16/12/71/60/59/th/14-03-10.png

صفحة جديدة 1

EliteDesk 800 G1 صغير الحجم الجيل الرابع كور i5، رام 4 جيجا، هارد 500 جيجا

مفتاح طوارئ باب مصعد


شاطر
 

 خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عفاف الخياط
الرتبة العسكرية \مقدم جيش
الرتبة العسكرية \مقدم جيش
عفاف الخياط

عدد المساهمات : 693
تاريخ التسجيل : 09/04/2011

خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Empty
مُساهمةموضوع: خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة    خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Icon_minitimeالخميس يونيو 09, 2011 4:38 am

           
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخوة المواطنون
أربعون عاما مضت علي ثورة يوليو المجيدة ، حدثت خلالها متغيرات ضخمة وعديدة ، تغيرت أوضاع ونظم ، وسقطت فلسفات ومفاهيم ، وتدافعت أحداث التاريخ بصورة مسبوقة ، تطوي تجارب أمم وشعوب عديدة ، وظلت ثورة يوليو رغم كل هذه المتغيرات نبعا لقيم صحيحة ، تشد أزر المسيرة الوطنية ، وتلهم شعوبا كثيرة في سعيها للانطلاق نحو المستقبل

قيمة يوليو أنها لم تكن ملكا لشخص أو أشخاص ، ولكنها كانت ملكا لشعب بأكمله صحيح أن عبد الناصر ورفاقه هم الذين فجروا شرارة الثورة لكن الشعب هو الذي صنع ثورته

قيمة يوليو الأخري ، أنها لم تسجن نفسها خلف أسوار العقائد والايديولوجيات رغم أن البعض حاول أن يلبس قيدا حديديا من فكر نظري لا يطابق الواقع ، لكن يوليو تستمد ينابيعها الأصلية من قيم هذا الشعب ومن تجاربه ، رفضت قيود العقائد والايديولوجيات ، وانه لا شيء انساني يعلو علي النقاش والمراجعة

لم تكن يوليو حدثا مفاجئا جاء علي غير الحسبان صراعا علي السلطة أو طمعا فيها ولم تكن يوليو نبتا بغير جذور عميقة في تربة الوطن

بل كانت تلك الثورة هي المخاض الاخير لنضال شعب يتوق منذ الحركة العرابية إلي أن تصبح مصر للمصريين وطنا ينعم بالكرامة ويتقدم بنور العلم ويزدهر بتكافل كل فئاته

كانت يوليو المخاض الأخير لنضال شعب يتوق إلي مصيره من حلقة الحصار المحكم التي فرضها الاحتلال والقسر علي الحركة الوطنية كي يبقي النضال الوطني مشتتا ممزقا عاجزا عن بلوغ أهدافه .. كانت يوليو طوق النجاة الذي حمي وحدة الوطن من نظام سياسي غاب عنه العدل الاجتماعي فتقوضت أسسه وانهارت دعائمه

ولم تكن الأهداف التي طرحتها يوليو علي مصر عملا عقائديا صاغه ثوار يوليو أو فكرا نظريا فرضه علي الواقع المصري من اشعلوا شرارة الثورة ولكنها كانت أهداف النضال المصري في مسيرته الوطنية ابتداء من وقفة عرابي المدوية في ميدان عابدين إلي نداءات مصطفي كامل وسعد زغلول والنحاس مثلما كانت انعكاسا لفكر وطني تواصلت روافده ابتداء من رفاعة الطهطاوي إلي عبد الله النديم إلي هذا الجيل الرائد العظيم الذي مهد الطريق ليوليو .. لطفي السيد .. طه حسين العقاد الحكيم .. سلامة موسي ومندور وغيرهم من رموز الثقافة المصرية الذين ازاحوا عن العقل المصري غشاوة الاستبداد كي يعرف الطريق إلي خلاصه الوطني

فالعدل الاجتماعي ، ونشر نور العلم في كل ربوع مصر والاصلاح الزراعي ورفض الاحلاف وحياد مصر بين كتل العالم وقواه واستقلال القرار الوطني وبناء الجيش القوي كل هذه القيم التي جسدتها مباديء يوليو هي في الحقيقة قيم النضال المصري كما استقرت في الضمير الوطني علي امتداد مسيرة النضال وتواصلها حتي عصرنا الراهن

الشعب المصري ... هو الذي صنع ثورته وهو الذي صاغ أهدافها الأساسية وهو الذي حدد منذ البداية طبيعتها ، وثورة بيضاء لا تدمر أو تحرق ، لا تعتمد العنف وسيلة للتغيير ، تنبذ الصراع الطبقي وتحاول قدر استطاعتها أن تجرده من فرص الصدام تميز نفسها عن غيرها من المأثورات بخطوط فاصله واضحة تعكس طبيعة الشعب المصري تحترم الأديان وتحض علي الايمان وترفض الصراع الدموي

هذا الشعب العظيم أيضا هو الذي صحح اخطاء ثورته .. قاوم دعاة العنف الذين حاولوا أن يحرفوا مسار الثورة باذكاء عوامل الصراع الطبقي والتحريض علي المزيد من العنف حتي تضمن الثورة مسيرتها آمنة من كيد الخصوم والاعداء

والشعب هو الذي قاوم محاولات الغلاة من انصار الثورة الذين سعوا كي يجعلوا من يوليو محرابا لفكر مطلق لا يقبل النقاش أو الجدل لا يقترب منه سوي دائرة ضيقة من المحترفين والحواريين الذين ارادوا أن يحولوا افكار يوليو إلي اصنام مقدسة لا تمس

والشعب هو الذي حرص علي حماية ثورته من دعاوي التعصب والمغالاة التي حاولت أن تنكر وقوع الاخطاء والسلبيات وتزعم أن كل ما يحدث في عهد الثورة هو خير مطلق يتنزه عن الزلل والخطأ وتلك خصائص تتعارض مع طبيعة أي عمل انساني مهما سمت أهدافه وارتفعت غاياته ومراميه

وقاوم الشعب ايضا فلول المنتفعين الذين حاولوا فرض الوصايا علي الشعب واعتبروا كل خطوة اصلاح ردة الي الخلف لأنهم لم يفهموا من الثورة سوي انها فرض الحراسات وغياب القانون وتقيم الشعب وتصنيف شبابه مثقفيه .قاوم الشعب كل هؤلاء وهو يصحح مسيرته ، ويزيل عن جوهرها اخطاء التجربة وخطايا البشر يفرق بين ثوابتها الراسخة في عمق الضمير الوطني ومتغيراتها الطارئة التي يصعب أن توافق كل الظروف يننفخ فيها من روحه المتجدده كي تبقي نبعا دائما لقيم صحيحة تشد ازر المسيرة الوطنية وتحميها في جميع مراحل النضال

لم تزل يوليو رغم كل المتغيرات نبعا لقيم صحيحة تحض علي استقلال القرار حفاظا علي كرامة الوطن لأن الحفاظ علي كرامة الوطن كان واحدا من أهم الأسباب لقيام ثورة يوليو

ولم تزل رغم كل المتغيرات نبعا لقيم رفيعة تحض علي العدل الاجتماعي الذي يكفل للمجتمع ان يصون سلامه الداخلي ويعمق روابط المصلحة العادلة بين فئاته المختلفة

ولم تزل رغم كل المتغيرات نبعا لقيم غالية تعزز الانتماء الوطني وتصون وحدة الوطن من عوامل الفرقة والانقسام تعلي تكافؤ الفرص بين كل المواطنين دون تمييز علي أساس الملة أو الدين أو المكانة الاجتماعية

ولم تزل رغم كل المتغيرات نبعا لكل القيم التي تحفظ لمصر دورها الرائد دولة قوية مصرية الهوية عربية الانتماء عالمية الاهتمام ، يحرس أهدافها العادلة جيش وطني قوي ، دولة يزدهر فيها العلم وتعلو بها مكانة الايمان تصون دورها القومي وفاء لأمتها العربية تقف حيث تكون المباديء وحيثما تتطلب المصالح القومية العليا

هذه هي ثوابت يوليو الراسخة العمق في ضمير مصر الوطني ، وما عداها هو من المتغيرات التي يمكن ان تصيب أو تخطيء ، أو توافق ظروفا بعينها في مرحلة ما ، فاذا ما اختلفت الظروف ، أصبح التمسك بها عبئا علي مسيرة الوطن وأهدافه

الأخوة المواطنون

من عجب أن يتجاهل البعض كل هذه الحقائق رغم وضوحها ... من عجب ان يتجاهلوا دور الشعب في صنع ثورته وفي تحديد أهدافها ، وفي تصحيح مسيرتها ، قاصدين بذلك ان تبقي يوليو في أذهان أجيالنا الجديدة مجرد مقامرة قام بها عبد الناصر ورفاقه مقطوعة الصلة بتاريخ النضال الوطني

هؤلاء الذين لم تحركهم ضغائن قديمة كان ينبغي ان تنزوي ، يسيئون إلي نضال الشعب المصري ، الذي خرج في مسيرة رائعة مهيبة يؤازر حركة الجيش ، يصنع من الحركة ثورة فريدة في تاريخ الثورات الانسانية ، ثورة بيضاء يتلاحم فيها الشعب مع قواته المسلحة ، ثورة نهج حضاري ، سوف تبقي إلي الأبد عيدا للكرامة والحرية ، ومصدر اعتزاز وفخر لكل مصري ومصرية

لقد منح الشعب علي امتداد مصر كلها تأييده العارم لحركة الجيش لأنه أدرك بثقاب حسه وبتجربته النضالية الطويلة أن هذه الفئة المؤمنة التي أشعلت شرارة الثورة انما فعلت ذلك لأن الوطن كان يواجه مأزقا لا خلاص منه إلا بتغيير شامل يزيح عن مسيرته حائطا مسدودا ، أهدر تيار الحركة الوطنية في مسارات جانبية لا علاقة لها بمصالح الوطن أو مصالح الجماهير

لم يخرج الشعب في23 يوليو صدفة أو إعتباطا ولكنه خرج لانقاذ مصالحه من واقع ممزق مهلهل يقرب الفوضي ، فالقصر والاحتلال يتآمران علي أهدافه الوطنية والاحزاب لاهية في خلافاتها ، عاجزة عن توحيد جهوهدا لمواجهة متطلبات الاستقلال الوطني ، والاغلبية الساحقة تئن تحت وطأة المعاناة والحرمان ، وتشعر بأن مصالحها مهدرة ، وحقوقها مستباحة والمجتمع كله يغلي بثورة عارمة تنتظر شرارة تفجرها تزيح السدود والعقبات التي اقفلت الطريق أمام المسيرة الوطنية

الاخوة والاخوات

في العيد الأربعين لثورة يوليو نحيي بكل الاجلال والاحترام ذكري الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي أطلق شرارة الثورة ونحيي رفاقه الذين خرجوا يوم 23 يوليو يحملون أوراحهم علي أكفهم ليكونوا طليعة ثورة مجيدة هذه الثورة التي رفعت رايات العزة والكرامة وأكرهت الاستعمار علي أن يحمل عصاه ويرحل عن أرض الوطن وغيرت وجه الحياة المصرية عندما أعادت لاغلبية الشعب حقوقها التي سلبها القهر والاستغلال .. وغيرت وجه الحياة في مصر عندما أقامت في روبع الوادي

قاعدة صناعة كبري وحفظت للكنانة دورها الرائد في تبني الجيش الوطني القوي الي هو درع الكنانة الواقي وحصنها المنيع هو حارسها الأمين الذي يحمي التراب والتراث والمقدسات فتحية واجبة لرجال القوات المسلحة الابرار .. هؤلاء الرجال الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل مصر في كل العصور ولازالو يواصلون مسيرة التضحية والعطاء والبذل والفداء .. هذا عهدهم وقسمهم الي يوم الدين .. التحية واجبة أيضا لهذا الشعب العظيم الذي لولاه مااستطاعت يوليو ان تصبح ثورة تشرق بالخير علي ربوع الوادي .. وتمد ضياءها الي ماوراء الحدود

تنشر رايات الاستقلال في كل قطر عربي وتضيء شعلة في عالمنا الثالث فترتفع اعلام التحرير خفاقة في كل ربوع آسيا وافريقيا وان نظرةواحدة علي خريطة عالمنا العربي وجواره الجغرافي في العالم الثالث تكشف عمق التأثير العظيم الذي احدثته يوليو في عالمنا المعاصر وهو يطوي عصر الاستعمار وينهيه الي غير رجعة

الاخوة والاخوات

لقد جابهت ثورة يوليو تحديات ضخمة وعديدة وتعرضت لاخطاء ربما كان ممكنا تلافيها لكنها في النهاية حققت انجازات تاريخية رائعة لايتسطيع مصنيف ان يتجاهلها او يطوي صفحاتها لان الفارق واضح جلي بين ماكانت عليه اوضاع مصر قبل 23 يوليو وحال مصر بعد الثورة ولأن يوليو تؤرخ لبداية حكم مصري وطني جاء بعد قرون طويلة من السيطرة الاجنبية علي مقدرات البلاد ومصائرها رغم صورة الاستقلال الشكلي التي كان يفضح زيفها وجود قوات الاحتلال علي ارض الوطن والتدخل الاجنبي اليومي السافر في الحياة المصرية

ان التاريخ لايهدر قيمة الثورات العظيمة لمجرد انها اخطأت في بعض اختياراتها لان الثورة في النهاية عمل انساني ضخم يفتح باب التغيير امام شعوب اغلقت دونها كل الابواب كي تبدأ مرحلة جديدة علي أنقاض أوضاع قديمة كان يستحيل استمرارها او اصلاحها

الاخوة والاخوات

لقد جابهت ثورة يوليو تحديات ضخمة وعديدة وتعرضت لاخطاء ربما كان ممكنا تلافيها لكنها في النهاية حققت انجازات تاريخية رائعة لايتسطيع مصنيف ان يتجاهلها او يطوي صفحاتها لان الفارق واضح جلي بين ماكانت عليه اوضاع مصر قبل 23 يوليو وحال مصر بعد الثورة ولأن يوليو تؤرخ لبداية حكم مصري وطني جاء بعد قرون طويلة من السيطرة الاجنبية علي مقدرات البلاد ومصائرها رغم صورة الاستقلال الشكلي التي كان يفضح زيفها وجود قوات الاحتلال علي ارض الوطن والتدخل الاجنبي اليومي السافر في الحياة المصرية

ان التاريخ لايهدر قيمة الثورات العظيمة لمجرد انها اخطأت في بعض اختياراتها لان الثورة في النهاية عمل انساني ضخم يفتح باب التغيير امام شعوب اغلقت دونها كل الابواب كي تبدأ مرحلة جديدة علي أنقاض أوضاع قديمة كان يستحيل استمرارها او اصلاحها

لاينتقص من الثورة الفرنسية او قيمتها فالتاريخ الانساني انها وقعت في بعض التجاوزات ، فبرغم تجاوزاتها العديدة تظل الثورة الفرنسية فاتحة عصر جديد للانسانية ، يضع الحرية والاخاء والمساواة كحقوق مشروعة لشعوب عانت من عبودية الاستبداد والرق

واذا كانت الثورة المصرية قد وقعت في بعض الاخطاء وبعض التجاوزات ، ان ذلك لايقلل من قيمتها في التاريخ الوطني اوالتاريخ الانساني ، لأنها كانت فاتحة عصر جديد يضع الكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة وحقوق الاغلبية العظمي يضعها شروطا اساسية للحكم الوطني كما أنها كانت بداية حركة تحرر وطني شملت بقاعا عديدة من بلاد العالم الثالث ترتفع الآن فوق ربوعها رايات الاستقلال والحرية

ولست من هؤلاء الذين يرفعون عمل الانسان مهما كان عظيما وجليلا الي مستوي القداسة ، لأن كل البشر معرضون للاخطاء وليس هناك من هو معصوم من الزلل وأي تجربة انسانية هي في النهاية محصلة جهد بشري يمكن ان يخطيء او يصيب والعبرة بالحصاد النهائي ، وقد كان حصاد يوليو المجيد عظيما بكل المقاييس رغم الاخطاء الجسام بل لعل يوليو كانت اقدر من ثورات غيرها علي تصحيح نفسها لأنها لم تكن ملكا لفرد أو افراد ولأنها لم تتقوقع علي ذاتها خلف اسوار النظريات والعقائد والايديولوجية

لقد فرضت ظروف التغيير الاجتماعي ومتطلباته علي ثورة يوليو عديدا من الاجراءات الاستثنائية التي وجدت مظلتها في الشرعية الثورية ، لكن مرحلة حكم الرئيس عبد الناصر افضت في نهايتها الي ضرورة تقنين الثورة وإزالة الخوف واعادة الاعتبار لسيادة القانون ، ثم جاء الرئيس السادات لكي يحيل هذه الشعارات الي واقع علمي فألغي الحراسات ، واعاد الاعتبار للرأسمالية الوطنية ، واعلن نهاية سيطرة الحزب الواحد ، واعاد ترتيب الاوضاع في مصر كي تواجه متغيرات جديدة كانت بدايتها لم تزل تلوح في الآفاق

وفرضت التحديات الخارجية التي واجهت ثورة يوليو سلسلة من المعارك الضارية ، كان أكثرها قسوة هزيمة يونيو لكن التحام الشعب بقواته المسلحة حقق في اكتوبر 1973 نصرا مجيدا أعاد الاعتبار للكرامة الوطنية وأكد شموخ العكسرية المصرية واقتدارها وهيأ المناخ لامكان قيام سلام عادل علي أسس متكافئة ترعي حقوق كل الاطراف وأولهم الشعب الفلسطيني

لست من هؤلاء الذين يرفعون عمل الانسان مهما كان عظيما الي مستوي القداسة ، لان القداسه لله وحده ولأننا في النهاية بشر يخطيء ويصيب ، كما انني لست من هؤلاء الذين يهدرون حق النقد او يضيقون دائرته فيطلبون اعفاء بعض التصرفات او بعض الأشخاص من المراجعة

ولكنني مع ذلك في حيرة من هذا التوجه الظالم الذي تحركه دوافع ذاتية فيهدر الجوانب المضيئة لزعامات وطنية اعطت لمصر حياتها وجهدها لاتبغي شيئا سوي رفعة الوطن

إن الأمر يقتصر علي عبد الناصر والسادات الذين تعرضا لحملة ظالمة تفتقد الانصاف وتفتقد الرؤية الموضوعية فلقد واجه ايضا الزعيم احمد عرابي وواجه مصطفي كامل وسعد زغلول ومصطفي النحاس حملات باغية مماثلة تفتقد الكثير من الموضوعية والعدالة وتحاسب بمقاييس جائرة لاتضع في اعتبارها الظروف التاريخية والتحديات القائمة وموازين القوي وتهدر الحساب الختامي للمكاسب والخسائر بالتركيز علي وقائع متناثرة أو منتقاة رغم أن الحساب الختامي كان اضافة دائمة الي رصيد الحركة الوطنية وحقوق الشعب المصري

الاخوة والاخوات

لست اعرف ماذا يمكن ان يتبقي لنا إن كنا نهدر بالسهو او القصد رمزوا شامخة للحكم الوطني وزعماء كبارا كرسوا كل حياتهم للعمل الوطني ، لست اعرف حقيقة ماذا يمكن ان يتبقي لنا ولست اعرف ماذا يمكن ان يتبقي لنا من قيم نعطيها لأجيالنا الجدية أن لم نحفظ لهؤلاء مكانتهم في ذاكرة اجيال شابة تبحث عن القدوة والمثال وعن مصادر الفخر والكرامة في التاريخ الوطني

ان كتابة التاريخ أيها الأخوة والأخوات المواطنون لايقدر عليها الاأصحاب الضمير المتجرد والعقل المستنير فالتاريخ ليس مجرد وقائع متناثرة او منقتاة ، يتم توظيفها لصالح رؤية ذاتية تفتقد الوعي بالمسئولية الوطنية وتفتقد الادراك الشامل لكل العناصر التي تصنع اساب النجاح وأسباب الفشل وتفتقد قبل كل هذا التفسير الصحيح لمعني النجاح ومعني الفشل في اطار مسير ةمتصلة الحلقات يكمل بعضها بعضا

وتترابط نتائجها علي نحو متتابع . لو لم يكن احمد عرابي لما كان سعد زغلول ، لو لم يكن سعد زغلول لما كان عبد الناصر ولما كان السادات ولما كانت مصر كما هي الآن دولةقوية ذات مسئولية ودور يظللها حكم وطني يفتح أوسع الأبواب لمشاركة ديمقراطية صحيحة تبني للغد سباقا مع الزمن تفتح مدارسها لكل طفل وطفلة ، يحرس ترابطها العدل الاجتماعي ، ويحرس وحدتها الايمان بإله واحد ووطن للجميع

أيها المواطنون

يجيء احتفالنا بالعيد الأربعين لثورة يوليو ونحن علي أبواب خطة خمسية جديدة تحقق للاقتصاد المصري عوامل انطلاقه بعد أن أوشكنا علي عبور مرحلة الاصلاح بضروراتها الملحة ومصاعبها القاسية وتهيأ مناخ المجتمع لعلاقات مستقرة متوازية تصحح الخلل المزمن في هيكل الاقتصاد المصري وتضاعف قدراته الانتاجية وتزيد من عوامل الثقة في قدراته علي الوفاء بمطالب التنمية المستمرة دون الاعتماد الكامل علي القروض الخارجية وتعيد ترتيب علاقات العمل والانتاج علي نحو يضمن توازن المصالح بين كل فئات المجتمع بما يحفظ الاستقرار الاجتماعي ويضمن فتح الأبواب لكل من يريد ان يسهم او يشارك

أن شواهد الجهد الجبار الذي تبذله مصر الآن واضحة للعيان علي امتداد مصر كلها في الأرض تزحف بالخضرة والخير علي رمال الصحراء في المدن الجديدة تعمر بصناعات حديثة متنوعة الطاقة الانتاجية ، في الاحياء السكنية الجديدة الملحقة بكل مدينة ومركز

في البنية الأساسية التي تجددت كل شبكاتها ، في صناعة السياحة التي تزدهر في طفرة تدعو الي الاعجاب ، شواهد صدق لايستطيع ان يمجدها الا من كان في قلوبهم مرض او من غشيت ابصارهم او دعاة اليأس الذين يسؤوهم ان تتقدم الحياة ، تلك هي قوي الظلام التي تكره ان يعم النور وفلاسفة العجز الذين يطعنون جهد الشعب وهمة الوطن ، وهم لاهون في السعي وراء مصالحهم الانانية دون أدني اكتراث بمصالح هذا الوطن شواهد الجهد الجبار الذي بذلناه معا ماثلة امام العيون تكبر ويوما وراء يوم وتكبر معها آمالنا في أن تستطيع مصر من خلال خطتها الخمسية الجديدة ان تواجه قضايا الموازنة بين الأجور والأسعار والانتاجية

وأن ترفع مستوي الخدمات خصوصا مايتعلق بالصحة والتعليم كي تلاحق النمو السكاني المتسارع الذي لم يزل يشكل عنصرا ضاغطا يبتلع عائد التنمية أولا بأول وان تواجه مشاكل البطالة بايجاد فرص عمل جديدة وحقيقية تضيف الي قوة العمل وترفع قدرة المجتمع علي الانتاج وليس من خلال التوظيف الحكومي العشوائي الذي هو في حقيقته نوع من البطالة المقنعة

ان الانجاز الذي تحقق لمصر خلال السنوات الاخيرة هو بكل المعايير قفزة كبيرة ماكان يمكن ان تتحقق دون مشاركة المجتمع ومبادرات أفراده في مناخ مستقر آمن ، أعاد الثقة للجميع وفتح كل الابواب دون عائق امام كل مستثمر جاد وهيأ كل الفرص لكل من يريد ان يسهم او يشارك ووضع في قائمة أولوياته رعاية الانتاج الوطني ورعاية كل المنتجين

ان زيادة المدخرات الوطنية في البنوك المصرية والارتفاع المضطرد في حجم الاستثمارات والتنوع البالغ الجودة في انماط الانتاج والنمو المتزايد في محاصيل الأرض وعائدها والطفرة الهائلة التي تشهدها صناعة السياحة ، كل ذلك ماكان يمكن ان يتحقق لولا مناخ الاستقرار الذي جعل كل مواطن وكل منتج وكل مستثمر آمنا علي غده وولده وماله في الاستقرار يكمن أو أسباب التقدم وبدونه يستنزف المجتمع جهده في متاهة بغير مخرج يقود الي الطريق الصحيح لا استثمار ولازراعة ولاصناعة ولاسياحة والفرص عمل جديدة دون استقرار آمن ، يحفز الجميع علي المشاركة والبناء

الاخوة والاخوات

أقول ذلك لكي أنبه وابصر وربما كنت أحذر فئة من أبناء مصر كنا نأمل أن توجه جهدها وطاقتها لخدمة الوطن المفدي وتكرس فكرها وحركتها لما يعود علي المجتمع

بالخير فاذا بها تترك هذه الفريضة الوطنية وتتخلف عن ركب العطاء القومي فتعبث في الأرض فسادا وتروع الامنين .. تقتل النفس التي حرم الله قتلها وتحاول ان تكمم الأفواه وتخنق الرأي وتصادر الحرية وتخرق القانون والأعراف التي كانت هي القاعدة الصلبة التي قام عليها المجتمع المصري قرونا طويلة .. وتعمل علي تحكيم شريعة الغاب في دولة كانت هي الرائدة السابقة في اقامة مجتمع الخير والعدل وبذا ينتهي الأمر بهذه الفئة ان تكون عنصر تهديد للمواطنين وهذا وضع لاينبغي له ان يكون ولن يكون

ان دعاة الارهاب يريدون توجيه ضربة الي استقرار الوطن ورخائه حتي لايكون هناك استثمار ولا انتاج وحتي تنتكس الصناعة والزراعة وتتوقف السياحة وتتبخر فرص العمل امام الملايين من أبناء هذا البلد الأمين .. ونعود مرة أخري الي الحلقة المفرغة نشكو من نقص الموارد ونضرب الاستثمارات وتستفحل المشكلة الاقتصادية وتتفاقم البطالة فنيأس من امكان الخروج من هذا المأزق وتلك الأوضاع لايمكن ان نسمح بعودتها لأتها نقيض ماعاهدنا الله والشعب عليه منذ تحملنا المسئولية وهي تمثل تحديا سافرا لكل ماأنجزه شعبنا الكادح بعرقه ودموعه ومعاناته وماحققه بتضحيات جسيمة وصبر جميل وماكان يقدر علي خوض هذه المعركة سوي شعب عريق صاحب حضارة وضاربة في أعماق التاريخ

ولا شك أن مواجهة هذه الظاهرة النشاز تشكل مسئولية نشترك فيها جميعا بصرف النظر عن مواقعنا ، اذا كان رجال الشرطة يتحملون فيها نصيبا أوفر بحكم مسئوليتهم عن صون الأمن ونشر الأمان في ربوع مصر ، فان هذا عمل كبير يستحق منا جميعا كل تقدير وعرفان ، فهاهم رجال الشرطة البواسل يؤدون واجبهم بكل بسالة واقدام .. لا يبالون بالمخاطر ولا يخشون في الحق لومة لائم لأن الأمن الوقمي قضية وجود وليس رفاهية أو ترفا يمكن التهاون فيه والتغاضي عن الاهمال في مواجهته

اذن فالمواجهة لا تنتهي عند إجراءات تأمينية أو اعتراضية تقوم بها قوات الشرطة بل هي بطبيعتها عملية شاملة متعددة الجوانب .. يحتمل فيها كل مواطن جانبا من المسئولية ونصيبا من الحركة النشطة الدائبة القادرة علي التعامل مع الموقف بما يتطلبه من الحزم والمبادأة والاقدام علي الفعل بدلا من القنوع برد الفعل

وفي تقديري أيها الأخوة والأخوات

ان جانبا كبيرا من هذه المسئولية علي التنظيمات السياسية القائمة وبصفة خاصة علي العناصر القيادية والحركية فيها باعتبار أنها تصدت لمسئولية خاصة في مسيرة العمل القومي .. وأعتقد انني أعبر عن اجماع شعبي عام حين أقرر ان القوي والاحزاب السياسية في هذا البلد تستطيع ان تقوم بدور حركي نشط .. يفرض نفسه علي الشارع المصري في القرية والمدينة وفي أقصي الأماكن النائية لأن المجتمعات في كل هذه المواقع يمكن أن تشكل حائطا منيعا ضد منطق الارهاب وأنشطته وآثامه بدلا من أن تكون مسرحا لأعمالها التخريبية المدمرة

ولا يمكن أن يتحمل هذه المسئولية حزب آخر فكل الأحزاب قامت علي أساس أهليتها للقيام بدور في توجيه الحركة السياسية في البلاد بهدف حماية الدستور والقانون والحفاظ علي النظام العام والذود عن أمن الوطن في الداخل والخارج وتأمين مسيرة العمل العام ضد جميع الأخطار ، واذا كانت جميع الأحزاب السياسية تطالب بحقها في المشاركة في صنع السياسة فإن عليها أن تتحمل نصيبها من المسئولية

ويدعونا للحديث عن هذا أن البعض ممن يتشدقون بالوطنية والديمقراطية يغضون الطرف عن هذه الظاهرة بل أن منهم من يتطوع بالتماس الأعذار ويبادر باختلاق الذرائع والحجج الباطلة للدفاع صراحة أو ضمنا عن الأعمال التخريبية التي يرتكبها الارهابيون وهذا مسلك معيب وخطيئة مرذولة ولا تليق بمصري يتقدم لحمل المسئولية وأداء ضريبة العمل

كذلك فان محاربة هذه الظاهرة هي مسئولية وسائل الاعلام المختلفة التي هي أداة المواطن للتعرف علي الحقائق واستخلاص النتائج وهي العين التي يري بها كثيرا من الأمور والطاقة التي يتشكل بها وجدانه وتتبلور قيمته ومفاهيمه .. اذن فهي مسئولية كل مواطن .. وهي مسئولية كل أب وأسرة .. وهي مسئولية كل الاحزاب وكل المثقفين .. هي مسئولية الوطن بأكمله لأنه لا خيار بين التقدم والخراب ولا خيار بين الديمقراطية والفوضي ولا خيار بين قلة شاردة باغية وصالح المجموع الوطني

أيها الأخوة والأخوات

ليس لدي ما أخشي عليه سوي الوطن
ولست من محترفي السياسة أو الحكم ولكنها أمانة المسئولية وشرف الضمير يلزماني الحفاظ علي مسيرة الوطن آمنة مستقرة حتي يتحقق لمصر الازدهار والتقدم لقد عرف الشعب طريقه

عرف أول أسباب التقدم هو الاستقرار الآمن والديمقراطية الصحيحة وبغيرهما يتبدد الجهد الوطني في متاهات جانبية لا تحقق هدفا ولا تدفع ضررا والاستقرار الآمن لا يتحقق بجهد حفنة معدودة من أبناء الشعب تتولي مواقع تنفيذية معينة

ولكنه يتحقق بجهدنا المشترك كي نحاصر هذا الخطر الداهم ونقي مصر شروره وآثامه ونحافظ علي مسيرة البناء والتنمية

والديمقراطية الصحيحة ليست الفوضي وليست المزايدات الكاذبة والديمقراطية الصحيحة ليست الشعارات الفارغة من المضمون حين يتطلب الأمر موقفا مسئولا فالقضية الآن ليست قضية المعارضة والحكومة بل هي قضية الوطن الذي يتعرض لاختبار حاسم يفرض عليه في الوقت الذي يجاهد فيه بكل قوته للخروج من عنق الزجاجة حتي تتجاوز مصر ضائقتها الاقتصادية وتبلغ أهدافها في تأمين الحياة للاجيال المتعاقبة من أبنائها

اننا نجابه موقفا يتطلب يقظة الضمير ويتطلب الادراك الواعي لعواقب هذه الفتنة ويتطلب شجاعة القصد حفاظا علي مستقبل الوطن ومصالحه العليا فالخيارات واضحة لا غموض فيها والحدود فاصلة بين الخيط الأبيض والخيط الاسود ، لقد وعد الله مصر ووعده حق الله مصر بأن تكون بلدا آمنا وسوف تكون بإذن الله البلد الآمن الأمين

ستكون وطنا مستقرا يضيء بظلاله كل مواطنيه يقوي بوحدته الوطنية ويتعزز بسلامة الاجتماعي يضيء بسماحة الايمان ونور الفكر

يبني للغد من أجل اجياله الجديدة
لا مكان فيه لانصار الظلام ودعاة الفتنة
ولا مكان فيه لأعداء الفكر والحرية

اسأل الله العلي العظيم أن يهدينا من امرنا رشدا وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق
وأن يجعلنا دائما حيث يكون الموقف الصحيح .. يلهمنا رشد الاختيار وسلامة الرؤية وحسن القصد يشد ازرنا علي الاختيار الصحيح

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

منقول
{**صفحة جديدة 1

}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
boyscout
ملازم اول جيش
ملازم اول جيش
boyscout

عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 10/06/2011

خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة    خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة  Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 14, 2011 9:15 am

           
خطاب رجل عسكرى لشعب يستحق ان يولى الرئيس مبارك رئيس للبلاد عليه
{**صفحة جديدة 1

}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

خطاب فخامة الرئيس محمد حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما علي ثورة 23يوليو المجيدة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى وموقع السيد الرئيس محمد حسنى مبارك :: (الحروب العربية والأجنبية موقع الرئيس مبارك) :: (التاريخ العسكرى )-