فى أسبوع واحد أثنى الرئيس مرسى والدكتور قنديل والدكتور أبوالغار على الرئيس مبارك، ورفعوه إلى السماء، وهم لا يدرون أنهم يمتدحون مبارك، ويمجدون قراراته. ولنبدأ بكلمة الدكتور قنديل اليوم أمام مجلس الشورى:
قال الدكتور قنديل إنه ليس حقيقيا أن مصر لم يكن لها تواجد أفريقى فى دول حوض النيل، فقد وقعت اتفاقية مع دول الحوض عام 1991 فى أوغندا، وقامت مصر بعمل سدود ومشروعات توليد كهرباء، ثم وقعت الحكومة المصرية على اتفاقية أخرى بين دول حوض النيل عام 1999 قامت مصر على أثرها ببناء سدود فى إثوبيا خارج مجرى النيل. أضاف الدكتور قنديل أنه ليس حقيقيا أن مصر تهدر مياه النيل، فمياه النيل 54 مليار متر مكعب، فى حين أن مصر تستخدم أكثر من 72 مليار متر مكعب سنوياً، وغالبية الفرق تحصل مصر عليه عن طريق إعادة تدوير المياه، كما أن هناك مشروع تحديث طرق الرى فى الأرض القديمة، وهو يوفر المياه.
(إذن كان فيه مجهود كبير يشكر عليه مبارك، أم أن عامى 1991 و1999 كانا خارج فترة حكم مبارك؟. وأيضا يصبح الكلام عن تجاهل مبارك لدول حوض النيل كذباً).
قال الدكتور أبوالغار إنه فى خلال زيارته لإثيوبيا، دعاه بعض الوزراء للعشاء، وكان الجميع يشتمون الرئيس مبارك (ويشاركهم المصريون فى إهانة رئيس دولتهم السابق)، وعندما سألهم د. أبوالغار: لماذا تشتمون مبارك؟ قالوا له بالحرف: لأنه منعنا من بناء سد النهضة طوال فترة حكمه، فكان يوقف كل محاولات التمويل للسد، وكان يهدد كل جهات التمويل بأخذهم للتحكيم الدولى والإضرار بمصالحهم فى المنطقة، فكانوا ينسحبون من التمويل. أضاف الدكتور أبوالغار قائلا: وهذا هو ما فشل فيه كل من جاء بعد مبارك.
(أليست هذه وطنية العمل، بدلا من وطنية الكلام. إذن، ألا يستحق هذا الرجل الوطنى التكريم؟ وأليس عاراً علينا أن يوضع فى السجن بعد كل هذا التفانى ونحن صامتون؟).
قال الرئيس مرسى فى آخر حديث له إن محطات الكهرباء تكفى مصر، وإن المشكلة هى فى نقص السولار، فمصر تحتاج إلى 25 جيجاوات وطاقة المحطات 27 جيجاوات.
(ما قاله الرئيس مرسى هو عكس ما قيل على مدى العامين الماضيين، فكانوا يقولون إن انقطاع الكهرباء هو نتيجة تراكمات فشل النظام السابق).
ألا يستحق مبارك التكريم على مضاعفة إنتاج الكهرباء 6 مرات فى ثلاثين عاما، على الرغم من زيادة السكان مرتين، وهذا دليل على وجود تنمية حقيقية؟ فلم نسمع عن رفض رخصة مصنع واحد نتيجة لعدم توافر كهرباء.
أناشد سيادتكم الدعوة للإفراج عن مبارك وتكريمه، وقد شهد له شهود من أهلها. وأى شهود...؟
رئيس جمهورية ورئيس وزراء ومعارض عتيد لنظامه».
انتهت الرسالة، وبقى المعنى. شكراً للمهندس صلاح حافظ.