بسم الله الرحمن الرحيم

اخواتى وابنائى الضباط والجنود يا رجال مصر الاوفياء حماه التراب المقدس والتراث المجيد صناع الحضارة حملة مشاعل النور والحريه .. ان امتكم الفخوره تتجه بابصارها وافئدتها الى كل فرد منكم بالاعزاز والتقدير والعرفان .. فقد صنعتم اعظم امجادها وحققتم اروع انتصاراتها وكتبتم بدمائكم وتضحياتكم الغاليه انصع صفحات البطوله فى تاريخها الطويل فكان حقا عليها ان تضعكم فى اعلى مراتب التبجيل والتكريم ،لقد كنتم خير من ادى الامانه وحمل الرساله وفدى الكنانه وكنتم دائما قدوه تحتذى فى البذل والعطاء تتقدمون الصفوف كلما دعا الداعى للجهاد فى سبيل الله والحق والوطن وتضعون علامات مضيئه على طريق الوطنيه والشرف والواجب

لقد كانت العسكريه المصريه منذ فجر التاريخ مدرسه للوطنيه الصادقه ومنار للمدنيه والتقدم ووعاء تنصهر فيه معادن الرجال وتلتقى العقول والقلوب على حب الوطن والتجرد فى سبيله والايمان بالله وتعاليمه والتمسك بالحق و القضاء على الباطل وردع العدوان والبغى وتميز المحارب المصرى فى كل العصور بالوعى التاريخى العميق والادراك الشامل لمهمه الانسان الذى استخلفه الله فى الارض والقدره الفريده على رؤيه الحرب كوسيله لتحقيق السلام وطريق نلجاء اليه لا لتحقيق الاطماع والاهداف التوسعيه على حساب الغير بل لفرض احترام الحق والواجب والالتزام بالشرعية والعدل وحمايه المقدسات والانجازات الوطنيه

وشاءت اراده الله عز وجل ان يتوج نضالكم الانسانى الرائع فى تلك الايام المجيده من اكتوبر 1973 حين خضتم معركه التحرير الكبرى بكل ايمان بالله وولاء للوطن واستعداد للاستشهاد واخلاص للشعب الذى تعلقت اماله بكم واتجهت ابصاره اليكم فعهد اليكم باعظم مهمه وانبل رساله تحرير ثرى مصر الخالده الذى هو بالنسبه لنا جميعا كالوادى المقدس طوى فكان وفاؤكم جميعا وكان اداؤكم رائعا وشهدت رمال سيناء الغاليه اعظم ملحمه للبطوله والفداء فى تاريخ الانسان واستطعتم بارادتكم الفولاذيه واخلاصكم المطلق للوطن ان تحققوا المعجزات وتتجاوزوا كل التوقعات وان تحطموا فى ساعات معدودات خرافات التخلف ومنطق الهزيمه فكان عبوركم الاسطورى فى هذا اليوم المبارك عبورا بالامه العربيه كلها الى فجر جديد تسير فيه مرفوعه الرأس شامخه الجبين مرهوبه الجانب مهيبه فى العالمين

وقد شاءت الاقدار ان اكون واحدا منكم فى هذه المسيره الخالده وان المس عن كثب جسامه التضحيات التى قدمتموها جميعا يستوى فى هذا من سقط فى ساحه الشرف ومن التقط الرايه بيمينه وان اشهد سيلا فياضا من قصص البطوله النادره التى لم تسجلها الاقلام والصحف ولكنها باقيه ابد الدهر محفوره فى سجلات التاريخ باحرف من نور . وكان انجازكم التاريخى الهائل هو الطريق الذى لابد من سلوكه لتحقيق السلام لان السلام وهو التزام اخلاقى قبل ان يكون هدفا وطنيا وقوميا لا يتحقق الا فى ظل تكافؤ القوة وتوافر القدره على فرض احترام الحقوق والالتزام بالواجبات وخلق مناخ نفسى سليم يدرك فيه كل طرف ان العدوان لا يفيد وان التوازن لا يمكن ان يقوم فى ظل الاحتلال والاطماع وان استخلاص الحق وتحرير الارض يشكلان شرطا لا غنى عنه لتحقيق التعايش الخلاق بين الامم والشعوب ومن هذاالمنطلق فان استكمال تحرير سيناء المقدسه فى الخامس و العشرين من ابريل 1982 كان انجازا جديدا اضفتم به الى ما حققتموه فى اكتوبر 1973 واثبتم وحده المسيره على طريق الاهداف القوميه الساميه لا انفصام بين الحرب والسلام ولا تعارض بين الصراع المسلح والنضال السياسى

ومن هنا فان رسالتكم فى مرحله السلام لا تقل خطوره واهميه عنها فى زمن الحرب لان الاخطار مازالت قائمه والتيارات متضاربه والاحداث متصارعه متلاحقه ومازالت المنطقه التى نعيش فى قلبها عرضه للاطماع والمؤامرات والفتن بكل ما تمثله من اهميه لأمن العالم واستقراره ولا يمكن ان تتوافر العناصر الموضوعيه لردع العدوان وتعزيز صرح السلام الا من منطلق تدعيم القدره الدفاعيه لمصر وتطوير الكفاءه القتاليه لقواتها المسلحه وتمكينها من استيعاب احداث ما توصل اليه الفن العسكرى فى التسليح والتدريب والتنظيم وهو امر نلتزم به جميعا ونتعهد بتوفير كافه الفرص لتحقيقه لانه حجر الزاويه فى نجاح كل جهد قومى حمايه المكاسب التى حققناها بالكفاح المرير والتضحيه انكم فخر الماضى والقاعده الصلبه للحاضر والامل الكبير فى المستقبل فسيروا على بركه الله ؛ ان ينصركم الله فلا غالب لكم
المصدر

http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=24257