بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ الرّعد: 15.
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ النّحل: 48، 49.
﴿وَالنّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ الرّحمن: 6.
﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ العلق: 19.
صدق الله العظيم
مِمّا جاءَ في الأَحاديثِ الشَّريفَةِ
رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: إِذا أَرَدْتَ أَنْ يَحْشُرَكَ اللهُ مَعي، فَأَطِلِ السُّجود بَيْنَ يَدَيِ اللهِ الواحِدِ القَهّارِ.
الإِمامُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ:لا يُقَرِّبُ مِنَ اللهِ سُبْحانَهُ إِلاّ كَثْرَةُ السُّجود وَالرُّكوعِ.
وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلامُ:السُّجود الجِسْمانِيُّ هُوَ وَضْعُ عَتائِقِ الوُجوهِ عَلى التُّرابِ، وَاسْتِقْبالُ الأَرْضِ بِالرّاحَتَيْنِ وَالكَفَّيْنِ وَأَطْرافِ القَدَمَيْنِ مَعَ خُشوعِ القَلْبِ وَإِخْلاصِ النِّيَّةِ، وَالسُّجود النَّفْسانِيُّ هُوَ فَراغُ القَلْبِ مِنَ الفانِياتِ، وَالإِقْبالُ بِكُنْهِ الهِمَّةِ عَلى الباقِياتِ وَخَلْعُ الكِبْرِ وَالحَمِيَّةِ، وَقَطْعُ العَلائِقِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَالتَّحَلّي بِالخَلائِقِ النَّبَوِيَّةِ.
وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلامُ – لَـمّا سُئِلَ عَنْ مَعْنى السُّجودِ-:مَعْناهُ مِنْها خَلَقْتَني، يَعْني مِنَ التُّرابِ، وَرَفْعُ رَأْسِكَ مِنَ السُّجود مَعْناهُ مِنْها أَخْرَجْتَني، وَالسَّجْدَةُ الثّانِيَةُ وَإِلَيْها تُعيدُني؛ وَرَفْعُ رَأْسِكَ مِنَ السَّجْدَةِ الثّانِيَةِ وَمِنْها تُخْرِجُني تارَةً أُخْرى. وَمَعْنى قَوْلِهِ: سُبْحانَ رَبّي الأَعْلى، فَسُبْحانَ أُنْفَة للهِ وَرَبّي خالِقي، وَالأَعْلى أَيْ عَلا وَارْتَفَعَ في سَماواتِهِ، حَتّى صارَ العِبادُ كُلُّهُمْ دونَهُ وَقَهَرَهُمْ بِعِزَّتِهِ، وَمِنْ عِنْدَهُ التَّدْبيرُ، وَإِلَيْهِ تَعْرُجُ الـمَعارِجُ.