جماعة ''أنصار بيت المقدس'' عُرفت على نطاق واسع في مصر في أعقاب 30 يونيو من خلال مجموعة عمليات التفجير التي قامت بها ضد أهداف ومنشآت عسكرية وشرطية.
''أنصار بيت المقدس'' من الجماعات المسلحة التي استوطنت في سيناء مؤخرا، وأعلنت أنها تحارب إسرائيل ولكن بعد سقوط نظام الإخوان أعلنت بوضوح أنها تحارب الجيش المصري وقوات الأمن.
وقد أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات والاغتيالات التي وقعت بعد 30 يونيو، وأعلنت مسؤوليتها رسميا عن تفجير مديرية أمن الدقهلية التي أودى بحياة 15 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
النشأة والتأسيس
جماعة ''أنصار بيت المقدس'' هي جماعة متشددة، ومتوافقة في أفكارها مع أفكار تنظيم القاعدة وظهرت منذ حوالي 3 سنوات في سيناء بهدف الانطلاق منها نحو تحرير بيت المقدس وفلسطين، وهي مُشكلة من مجموعة من المصريين وجذورها داخل قطاع غزة، بحسب ما ذكر أبو الهول.
وللجماعة امتداد داخل قطاع غزة؛ حيث تعتبر جزءً من ما يسمى بـ''مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس'' وهو تنظيم يضم مجموعة من الجماعات الجهادية في غزة وفي المنطقة تحالفت مع بعضها لتنفيذ العمليات التي تستهدف إسرائيل وبعضها تحول إلى جماعات ضد إسرائيل وضد مصر معا.
وبالفعل قامت جماعة ''أنصار بيت المقدس'' بعدد من العمليات المسلحة ضد إسرائيل مطلع عام 2011، حيث أعلنت عن مسئوليتها عن إطلاق الصواريخ من سيناء على مدينة إيلات الإسرائيلية وأيضا مسئوليتها عن إطلاق الرصاص على مركبات الجيش الإسرائيلي على الحدود وكذلك التفجيرات المتكررة لخط الغاز المصري الذي يمد إسرائيل بالغاز الطبيعي، قبل إلغاءها الاتفاقية.
قوتها العسكرية
وعن القوة العسكرية لهذه الجماعة وقدراتها القتالية، قال أبو الهول أن القوة العسكرية لهذه الجماعة ليست ضخمة وعناصرها على أقصى تقدير لن يتجاوزا بضع مئات ولكن السر وراء بقائها رغم الحصار الأمني في سيناء هو القدرة التنظيمية الكبيرة وسرية العمل لأنهم ليسوا مخترقين، فضلاً عن الأسلحة والتمويل الذي يأتي إليهم من قطاع غزة وجميعها عناصر تجعل قوة هذه الجماعة مؤثرة في الوضع الأمني هناك.
وأضاف أن عناصر ''أنصار بيت المقدس'' يتحركون في مناطق يعرفونها جيدا ومدربين جيدا وعلى كفاءة عالية، وهو ما ساعدهم على البقاء لفترة طويلة، ولكن بات مؤكداً أن الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة جمعت قدرا كافيا من المعلومات عن الجماعة الأمر الذي يساعد على القضاء عليها نهائيا.
وأكد أبو الهول أن لديه معلومات تؤكد أن الجيش المصري يحاصر أماكن تمركز عناصر هذه الجماعة وقد تم تقويض عمليات وصول السلاح إليها من خلال إغلاق الأنفاق بين رفح وغزة.
أشهر قيادات الجماعة
لعل أشهر القيادات التي أثرت في تشكيل جماعة ''أنصار بيت المقدس'' وتكوينها الفكري والعقائدي شخص يُدعى هشام السعدني وهو فلسطيني الجنسية وقد تم اغتياله العام الماضي على يد الإسرائيليين.
وأوضح الباحث المتخصص في شئون الجماعات الجهادية أن ''السِعدّني'' كان أحد أبرز القيادات الفلسطينية التي شاركت في تفجيرات شرم الشيخ ودهب ونويبع مع جماعة ''التوحيد والجهاد'' التي نفذت هذه التفجيرات ولكنه هرب من السلطات الأمنية المصرية وسافر إلى الأردن وتزوج هناك وتتلمذ على يد أبو مصعب الزرقاوي –القيادي في تنظيم القاعدة- ثم عاد إلى قطاع غزة في أعقاب كسر الجدار العازل بين مصر وقطاع غزة مطلع عام 2008.
وأضاف أن السلطات المصرية آنذاك طالبت بتسليمه، إلا أن حركة حماس قامت باحتجازه ورفضت تسليمه إلى مصر ثم أفرجت عنه في أغسطس 2008 بضغط من الجماعات السلفية الأردنية التي كانت تنتمي إليها زوجته.
وبعد الافراج عنه كون تنظيم ''مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس'' التي خرجت من رحمه جماعة ''أنصار بيت المقدس'' ثم تورط في عدد من العمليات ضد إسرائيل مما دعاها إلى اغتياله في عام 2012، على ما يقول أبو الهول.
ومن ضمن الشخصيات التي كان لها أيضاً تأثير على جماعة ''أنصار بيت المقدس'' ممتاز دغمش وهو قائد ''جيش الإسلام'' في قطاع غزة وعدد من قيادات جماعة ''جلجلت'' داخل القطاع الذين قاموا بتدريب وتسليح وتمويل عناصر جماعة ''أنصار بيت المقدس''، وهناك أيضا شادي المنيعي الذي تطارده قوات الأمن، وهو أحد أخطر عناصر الجماعة.
التحول بعد 30 يونيو
أوضح أشرف أبو الهول أن جماعة ''أنصار بيت المقدس'' غيرت اتجاهها بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين في 30 يونيو وتحولت من محاربة إسرائيل سعياً وراء تحرير القدس إلى محاربة الجيش المصري وقوات الأمن في مصر.
وتعتبر الجماعة أن عناصر الجيش والشرطة والتي أعلنت مؤخراً حربها عليهم في بيان صدر عنها ''مجرمون'' وقاموا بثورة ضد الحكم الإسلامي وضد الدين والشريعة.
وعقب محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بسيارة مفخخة استهدفت موكبه، أعلنت الجماعة مسئوليتها عن الحادث ووضعت مقطع فيديو للعملية خلال تنفيذها وهو أسلوب تتبعه الجماعات الفلسطينية في تنفيذ عملياتها.
وعلى الرغم من فشل المحاولة إلا أنها لن تيأس ومستمرة في تنفيذ عملياتها ضد قوات الشرطة والجيش التي استباحت دمائهم، كما أعلنت أنها تستهدف اغتيال عدد من رموز الدولة والشخصيات السياسية التي شاركت في 30 يونيو.
وهناك مخططات تم رصدها في الفترة الأخيرة ونشرت في عدد من وسائل الإعلام بشأن مخططات إرهابية قبل الاستفتاء على الدستور الجديد وصولاً إلى 25 يناير المقبل.