تمكنت مصر على امتداد ستة وثلاثين عاما من أن تحافظ علي السلام والاستقرار الداخلي وسط رياح عاتية وأزمات متتالية ، فشهدت مصر أطول فترة في تاريخها الحديثدون حروب ترجمت فيها " طموحات الوطن " إلى " إنجازات ملموسة " ، حيث بدأت ملحمة بناء كبرى تهدف لتحسين ظروف الحياة لكل مواطن على أرض مصر...و تسعى إلى الإرتقاء بمستوى معيشة العمال والفلاحين والطبقة الوسطى ، وتضاعف من فرص العمل بتشييد المصانع والمجتمعات الجديدة وصولا إلى مجتمع قادر على الوفاء بطموحات أجياله المتتابعة .
وكانت أولى الخطوات المدروسة الدعوة إلى عقد مؤتمر إقتصادي عام ضم خيرة العقول المصرية وتولى فيه الخبراء والمعنيون تشخيص الحالة العامة للإقتصاد المصري ،وقرر ان تكون الخطوة الأولى هى استكمال البنية الأساسية من مواصلات متطورة وأنفاق وكباري عصرية ومستشفيات ووحدات صحية ريفية ، ومدارس مجهزة بأحدث تكنولوجيا العصر إلى جانب شبكة متكاملة للمياه والصرف الصحي .
وتغيرت الحياة على أرض مصر بإقامة المشروعات العملاقة والمتوسطة والصغيرة ، وتحولت القرى المصرية إلى وحدات منتجة . وفي ذات الوقت يتواصل العمل على قدم وساق لبناء قاعدة راسخة لإقتصاد تصديري على المدى الطويل بتطوير التعليم والبحث العلمي ونقل التكنولوجيا ، وتحديث الصناعة .
وتكاد تكون مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة التى زادت رقعتها الزراعية خلال ربع قرن بحوالى 2.5 مليون فدان ، ويتوقع أن تصل المساحة الكلية إلى حوالي 11.2 مليون فدان عام 2017 بزيادة قدرها 3.4 مليون فدان .
وأصبحت مصر خلال ستة وثلاثين عاما مثار إعجاب المؤسسات الإقتصادية الدولية لما حققته من نجاحات متوالية على صعيد إقامة بنية أساسية قوية واستقرار اقتصادي وتحول الإعجاب إلى رد فعل ملموس إذ تزايد إقبال المستثمرين العرب والأجانب لإقامة مشروعات تنموية على أرض الكنانة حيث الأمن والأمان والإستقرار والتسهيلات والضمانات لكل المستثمرين .
واسفر برنامج الإصلاح الإقتصادي عن العديد من النتائج الإيجابية في مقدمتها وضع الإقتصاد المصري في مرحلة التنافس مع الإقتصادات القوية عالميا وارتفاع معدل النمو في الناتج الإجمالي ليصل إلى نحو 7.2 % عام 2007 - 2008 ، ، وانخفاض العجز في الموازنة العامة ، وانخفاض نسبة التضخم واستقرار سعر الصرف .
وبعد إقامة البنية التحتية ونجاح برنامج الإصلاح الإقتصادى كانت الإنطلاقة الكبرى إلى عصر المشروعات القومية العملاقة وذلك للخروج من " الحيز الضيق " بمواصفاته المعروفة التي تولد أخلاق الزحام. وكان الهدف الأساسى الإنطلاق إلى إقامة مصر الرحيبة الشاسعة في توشكى حيث تتضافر جهود أبناء مصر لبناء دلتا جديدة ، وفي جنوب غرب أسوان حيث تقوم صناعة الحديد والصلب . وفي أقصى الشمال حيث تمتد ترعة السلام من غرب الدلتا إلى داخل سيناء تروي نحو 620 ألف فدان ، وفي شرق بورسعيد حيث يتم بناء أضخم ميناء بحري في الشرق الأوسط ، وفي شمال غرب خليج السويس حيث ينشط العمل لإقامة منطقة صناعية ضخمة .
وتواصل مصر نهضتها الشاملة بخلق المجتمعات العمرانية الجديدة ، فمنذ تحرير سيناء و خلال خمسة وعشرين عاما تم إقامة 22 مجتمعا عمرانيا جديدا في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها ، وهى فى مجملها تجسد على أرض الواقع مفهوم التنمية المتوازنة وقد شيدت تلك المدن وفقا لأحدث الأساليب العمرانية حتى أضحت تلك المجتمعات مدناً عصرية تنافس مثيلاتها في الدول المتقدمة ، وفوق ذلك كله تسهم فى تخفيف الصغط على المدن الكبرى باستقطابها لنحو 9 مليون نسمة عند اكتمالها .
وبلغت جملة الإستثمارات المنفذة على خطط التنمية الإقتصادية والإجتماعية ( 1982- 2007 ) نحو 1296 مليار جنيه ، أدت إلى إعادة الحيوية فى الإقتصاد الوطنى ، وجددت البنية التحتية ( الكهرباء ، الصرف الصحى ، المطارات ، السكك الحديدية ، وتحسين مستوى الخدمات ( التعليم والصحة ) إلى جانب إقامة مجتمع المعرفة من خلال التنمية التكنولوجية ، وتعزيز القطاعات الإنتاجية ( الزراعة والصناعة ) وتطوير المنشآت السياحية . وإعادة تخطيط 497 قرية واعتماد أحوزتها العمرانية
وبدأت مصر سلسله من الإصلاحات الإقتصادية فى المجال الضريبى والجمركى والمصرفى , اسفرت عن زيادة حصيلة الضرائب وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة .
.. وتحققت زيادة في الأجور الأساسية للموظفين بنسبة 100% للدرجات الدنيا و 75 % للدرجات العليا ليستفيد منها أكثر من 5 مليون موظف . وتم إنشاء أول هيئة قومية للاعتماد وضمان جودة التعليم .
المصدر
http://www.sis.gov.eg/VR/october/10.htm