كلمة الرئيس مبارك الي الشعب في عيد النصر اكتوبر

الاخوة المواطنون
كل عام وانتم والوطن بخير وسلام

لقد اعتدت ان اتحدث اليكم ، في عيد نصر اكتوبر الخالد ، لكي نتذكر دائما ، ان الشعب قادر علي تحقيق المستحيل ، مهما كانت ضراوة التحديات والعقبات وكل منا يذكر محاولات زرع الياس في قلوبنا بعد معركة 1967 ، والمزاعم القائلة ان قواتنا المسلحة غير قادرة علي الحرب ، واننا لن نقوي علي اقتحام معركة اخري لتحرير الارض المغتصبة ، لان القوة التي احتلت هذه الارض قوة لا تقهر ، بل صدرت تصريحات من مسئولين اجانب افترضوا فيها ان الوضع المهين لكرامتنا

المهدر لسيادتنا واستقلالنا ، سيبقي علي ما هو عليه خمسين عاما اما الاصدقاء فقد اشفقوا علينا من ان نتعرض لهزيمة منكرة تعود بنا مائة عام الي الوراء ، لان التحصينات التي تواجه قواتنا المسلحة لا يجدي معها الا القنابل الذرية ، وكانت النصائح تدور حول عدم التفكير في حرب جديدة ، وعلينا ان نسعي الي السلام باي ثمن ولو كان هذا الثمن هو تضحية بالارض والسيادة والاستقلال وللحقيقة والتاريخ فان الياس لم يتسرب الي السواد الاعظم من ابناء مصر لان عمق الشعور الوطني لدي كل مصري يعصمه من الوقوع ضحية لدعاوي التشكيك والياس

وكانت القوات المسلحة المصرية تعمل في صمت وتستعد لمعركة المصير دون ضجيج وبايمان الواثق من النصر ، بعد ان اتخذ الرئيس الراحل محمد انور السادات قرار الحرب ذلك القرار الذي كان يتطلب شجاعة بطل وحسابا دقيقا للعقبات والمخاطر ولا يقدر عليه الاقائد وطني جسور يؤمن ايمانا لا يتزعزع بكفاءة المقاتل المصري وقدرته علي تحقيق النصر

وحقق الابطال المعجزة وعبروا باقل الخسائر ، في اصعب ظروف يمكن ان تواجه جيشا في العصر الحديث بل لعلها معركة العبور الاولي في التاريخ العسكري التي وصفتها المؤسسات والمعاهد العسكرية في العالم كله بانها معجزة عسكرية بكل المقاييس

وهكذا ، ارتفعت هامة مصر الي اعلي سماء وهكذا ، استردت الامة العربية كرامتها ورفعت اعلامها واصبحت عنصرا فعالا مؤثرا في صنع القرار الدولي فتحية لبطل الحرب صاحب القرار

وتحية لكل الابطال الذين اقتحموا اقصي المعارك مستبسلين ، وخرجوا منها منتصرين مظفرين مرفوعة رؤوسهم ورؤوس ابناء امتهم في العالمين

وتحية مشفوعة بالدعاء بسابغ الرحمات لكل ابنائنا واشقائنا الشهداء الذين تقدموا بكل شجاعة الرجال وفدائية الابطال الي ساحات الفداء ، فرووا بدمائهم شجرة الحرية وطهروا ارض الوطن بتلك الدماء الزكية وجعلوا من شجرة الحرية المقدسة اعلي سارية لعلم الكرامة الوطنية والعزة القومية رحمهم الله في الخالدين واسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

نعم

ان يوم 6 اكتوبر هو يوم عودة الحياة وهو شموخ المقاتل المصري ، والانسان المصري هو يوم وحدة الامة وتماسكها في خط النار وساحة القتال ، وفي الجبهة الداخلية تساند ابناءها ، ابطال وشهداء القوات المسلحة ، وتحمي ظهورهم وهم يؤدون اشرف وانبل رسالة في تاريخنا المعاصر

ثم جاء قرار السلام من صاحب قرار الحرب سلام النصر لا الهزيمة سلام الاقوياء لا الضعفاء والمستضعفين سلام من يؤمنون بالسلام للبناء والتنمية والتقدم وتحقيق حياة كريمة لكل مواطن علي تراب مصر المقدس هذا التراب الذي لم ولن نفرط في حفنة واحدة منه تتسع لشبر واحد من ارض الاجداد والاحفاد .وما اسعدنا جميعا في هذا اليوم العزيز من حياتنا وقد عادت طابا الي السيادة المصرية الكاملة ، بقرار قضائي دولي نهائي ، ارتضته كل الاطراف

ان عودة طابا هي ثمرة حقيقتين برزتا اليوم امام العالم بكل الوضوح والجلاء الحقيقة الاولي هي التمسك بالحق ، بالارادة الصلبه والتصميم الذي لا يلين والحجة التي لا تقهر او تهدد

الحقيقة الثانية ، هي الوصول الي هذا الحق ، بالطرق المشروعة تحت مظلة الاتفاقيات ، الدولية وفي رحاب السلام وليس من شك في ان ما تحقق وترددت اصداؤه بالارتياح والترحيب في كل عواصم العالم هو دعم قوي لمسيرة السلام التي ارتضاها شعبنا من موقع الاقتناع الكامل بان السلام هو سبيل الاستقرار ، والامن وحل المشكلات المعلقة

ان تدعيم السلام ، هو في بناء السلام

ولم يكن بناء السلام بالامر السهل ، او الطريق المفروش بالزهور بل واجهتنا عقبات جسام ولا يزال بعضها يواجهنا ولكن معركة البناء استمرت في الطريق الصعب وتحقق الاستقرار الذي يحمي البناء وبدات حياة ديمقراطية سليمة تكفل حق المواطن في التعبير والمشاركة في العمل الوطني وتصون الحقوق العامة والحريات ونحمد الله ، من اعماق قلوبنا اننا تحملنا اياما قاسية ، واننا وضعنا القاعدة الراسخة لانطلاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من اجل هذا الجيل والاجيال المقبلة

ولا يزال الطريق طويلا ان التطور هو في المزيد من التطور

ان النهضة لا تعرف الطريق المسدود ان مافاتنا كثير ، ولذلك فان تعويض مافات يحتاج الي جهد مضاعف ولا يتوقف ، والي ثقة بالنفس لا تهتز ، والي رؤية واضحة للهدف وتصميم علي بلوغه لقد اجتزنا اصعب العقبات وعبرنا اختناقات اقتصاديه ضارية كانت تهدد بشل حركتنا وتقدمنا بالخطوات الصحيحة علي الطريق الصحيح ، والافاق امامنا متسعة الامال في عقولنا وقلوبنا نابضة ، وسنصل باذن الله ، وبوحدة الشعب الي بر الامان ، وسنحقق اهدافنا وامالنا المرجوه

ان الشعب ممثلا في قواته المسلحة الذي عبر اعتي واخطر الموانع العسكرية هو القادر ممثلا في طاقاته الخلاقة وقدراته المتفوقة علي ان يعبر كل العقبات الاقتصادية ليصل الي المجتمع المتطور الذي تتحقق فيه زيادة الانتاج وقدراته المتفوقة علي ان يعبر كل العقبات الاقتصادية ليصل الي المجتمع المتطور الذي تتحقق فيه زيادة الانتاج والانتاجية ويرتفع فيه مستوي اداء كل مصري ايا كان موقعه ويتمكن المجتمع ككل من استيعاب الاساليب التكنولوجية الحديثة وادخالها في شتي قطاعات الانتاج والخدمات وصولا الي نمط جديد للحياة المصرية ونحن علي مشارف القرن الحادي والعشرين

الاخوة المواطنون

ان ابطال القوات المسلحة الذين سجلوا اعظم نصر تاريخي بالشجاعة والعلم والفداءهم الذين يواصلون مهامهم ليل نهار لحماية مقدسات الوطن من اي غدر او عدوانانهم يلاحقون التطور العسكري المتعاظم باستمرار ويتعاملون مع احدث الاسلحة وهم دائما علي اتم استعداد لتلبية النداء وان العاملين المنتجين في كل ساحات العمل يتسابقون الي اداء الواجب لكي تتقدم موامب البناء في كل الطرق المؤدية الي تحقيق الامال

وهكذا تتجه مواكب العمل الوطني الي الامام في تخطيط متكامل ، وتنسيق منتظم لبناء مجتمع السلام وحماية مجتمع العدالة والحرية والتقدم وكل تضحية من اجل مصر تهون وكل عرق من اجل مصر نبذله حبا وعطاء وولاء مصر الام لكل الابناء
مصر الحانية مصر الخير مصر القيم والمبادئ مصر التي تجري في دمائانا ، لكي نصنع الحياة اكرم حياة

وفقنا الله ، واياكم