الاخوة المواطنون
الاخوة والابناء رجال القوات المسلحة

هاهو أكتوبر يأتي الينا هذا العام يحمل أمالا كبارا وبشارات جديدة يحمل أملا قويا في ان تجتاز مصر صعابها الراهنة لنبدأ مرحلة انطلاق جديدة ترفع طاقات الاقتصاد المصري وتعيد اليه توازنه ويحمل أملا قويا يؤكد ان السلام العادل والشامل سوف ينتصر مهما تكن العقبات لأن السلام مطلب كل الشعوب ولأن الذين يعادون السلام مهما يكن صلفهم أو عنادهم لن يكون لهم مكان في عالم جديد ينشد الأمن والرخاء

لقد مضي علي حدث أكثوبر العظيم مايقرب من عشرين عاما لكن اثار هذا الحدث الكبير لم تزل مستمرة حتي اليوم تتفاعل مع واقعنا الراهن كي يصبح الأداء المصري كما كان في حرب أكتوبر نموذجا رائعا لصحوة الارادة وقداسة الواجب وحسن الأداء وشرف الانتماء

تلك هي روح أكتوبر لم تزل تسري في اوصال الأمة تعطيها القدرة علي مواجهة أعباء المستقبل وتمنحها الشجاعة علي ان تراجع مسيرتها الوطنية لتعيد النظر في مواقف وأفكار لم تعد توائم العصر فتفتح كل الأبواب المغلقة كي يصبح العمل الوطني مسئولية المجتمع كله لامسئولية الدولة وحدها للجميع حق المشاركة لأن الوطن وطن الجميع ولأن البناء مسئولية كل فرد في المجتمع

تلك هي روح أكتوبر التي أعادت لمصر ثقة بالنفس جعلتها تنشد التعاون والحوار مع عالمها المتغير بعيدا عن عقد الماضي ومخاوفه مسلحة بقدرتها علي بناء هذا التعاون علي أسس صحيحة تحفظ للقرار الوطني استقلاله وترعي تكافؤ المصالح والحقوق

تلك هي روح أكتوبر التي ملأت النفس المصرية ايمانا صادقا بأن السلام العادل سوف ينتصر في النهاية وان الأفكار والعقائد القديمة التي تحض علي التوسع والهيمنة كل ذلك الي زوال لأنها لغة زمن جاءت نهايته مع العبور العظيم

لقد كتب كثيرون ممن يتصورون أنفسهم جهابذة الفكر وخبراء التحليل ان حرب اكتوبر قد استنفدت أهدافها وان استثمارها السياسي قد وقف عند حدود صلح منفرد عزل مصر عن عالمها العربي إقصاءها عن دور الفاعل في القضية الفلسطينية

وها هي الأيام تثبت عاما وراء عام ان اثار حرب أكتوبر لم تزل تتفاعل مع واقع المنطقة لتخلق في النهاية تيارا غاليا ينتصر لسلام عادل يحفظ حقوق كل الأطراف

انتصر الشعب العربي في مجموعه للسلام العادل والشامل وانتصر الشعبان الاسرائيلي والفلسطيني لنفس الهدف وها هي الوفود العربية والاسرائيلية تجلس وجها لوجه في حوار حضاري يحتكم للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن وضمير عالم جديد يؤرقه سباق التسلح وتفاقم الصراعات الاقليمية في وقت تحصد فيه المجاعات شعوبا فقيرة فوق كوكبنا الأرضي الذي يعاني من تدهور بيئي خطير يهدد مصير البشرية

الاخوة والاخوات

ماكان لحرب أكتوبر ان تنجز هذه الأهداف الكبيرة أو تثمر هذه الآثار الواسعة لو لم تكن حربا عادلة ومشروعة خاضتها مصر مع سوريا الشقيقة يساندها تضامن عربي صلب من أجل اقامة سلام دائم وعادل

انطلقت الحرب علي الجبهتين المصرية والسورية كي تفتح ابواب السلام التي أغلقها صلف الاحتلال وضعف الاكتراث الدولي وسوء الحساب والتقدير الذي صور للكثيرين ان العرب قد أصبحوا جثة بلا حراك ولم يعد أمامهم سوي قبول الأمر الواقع

كانت حربا من أجل السلام لأن الهدف كان تحرير التراب الوطني في اعادة معركة حاسمة تهييء المناخ لتفاوض جاد يلزم المعتدين اعادة النظر في عقائهم الخاطئة ويلزم العالم اعادة النظر في حساباته لضرورات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط

انجزت الحرب العادلة كل اهدافها لحظة ان رسخت أقدام جنودنا البواسل علي الشاطيء الآخر للقناة صامدين كالطود الشامخ في ملحمة قتال مجيدة بعد عبور عظيم أدهش العالم كله

في تلك اللحظة التي أرتفع فيها نداء مصر كلها الله أكبر فوق ربوع سيناء تغير مؤشر التاريخ الي نقطة تحول جديدة في منطقة الشرق الأوسط
الاخوة والاخوات

لولا يقين هذا الشعب العظيم بقدرة قواته المسلحة علي رد العدوان ولولا مساندته التي تواصلت في عطاء مستمر يفتدي التراب الوطني بكل غال ثمين لما وقع هذا الالتحام بين الشعب وقواته المسلحة يذكي صحوة جديدة تكشف آصالة الجوهر وتتحدي المعجزات

ولولا هذا الأداء المعجز لرجال القوات المسلحة الذي أضاف صفحات مشرفة إلي تاريخ العسكرية المصرية وخلد معارك أكتوبر في تاريخ الحرب كعمل عسكري قد تكاملت له كل عناصر .. النجاح لما كان هذا النصر المبين الذي رفع هامة مصر واعاد للعرب احساسهم بالكرامة

ولولا صمود الجبهة الداخلية وتفاني عمال مصر الأبرار في بناء قواعد الصواريخ الحصينة علي امتداد الجبهة في ظل أقصي الظروف لما جاءت ملحمة العبور الخالدة علي هذا النحو الرائع

ولولا قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات في ظروف دولية بالغة الدقة ثقة منه في آصالة شعبه وفي قدرة قواته المسلحة لولا حكمة هذا القرار الذي جعل السلام العادل أول أهدافه لما تجسدت أمام العالم كله مشروعية الحرب وعدالتها

تحية الي شعب مصر العظيم في أعظم أيام فخاره
وتحية الي القوات المسلحة المصرية في أخلد أيام انتصاراتها
تحية الي كل من شاركوا في معارك أكتوبر قيادة وتخطيطا وقتالا
تحية الي شهداء الوطن من رجال مصر البواسل الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم دفاعا عن كل ذرة رمل من ترابها المقدس
تحية الي روح شهيدنا البطل الرئيس محمد انور السادات في يوم نصره واستشهاده
تحية له يوم اتخذ قرار الحرب ليؤكد للعالم كله ان مصر لن تفرط في ذرة من ترابها الوطني
وتحية له يوم وقف يدعو من موقع الشموخ والكرامة وقد حققت القوات المصرية نصرا عسكريا فريدا الي تعايش آمن وسلام دائم يحفظ حقوق الجميع
وتحية له يوم مضي الي رحاب ربه بعد ان اغتالته يد الغدر والخيانة

الاخوة والاخوات

لقد تغيرت أولويات عالمنا الذي يتوق الآن الي عصر جديد يستبعد الحرب والعنف ويشدد علي احترام الشرعية الدولية ويحض علي التعايش وحوار الحضارات ويفتح الأبواب أمام تنافس سلمي يعزز مسيرة التقدم الانساني

واحسب ان التطورات الأخيرة التي وقعت في منطقتنا بما لايدع المجال لأي شك ان شعوب المنطقة كلها تتطلع الي سلام عادل دائم يحفظ حقوق كل الأطراف

ان اختيار الشعب الاسرائيلي لطريق السلام والأمن العادل يمثل تطورا لايمكن انكاره في مسيرة السلام في الشرق الأوسط

لأنه يعني نهاية الهواجس والمخاوف

ولأنه يعكس ثقة متزايدة في ان السلام هو ضمان الأمن وضمان الوجود

ولأنه يؤكد الوعي الاسرائيلي المتزايد بأن السلام العادل والشامل هو في صالح الاسرائيليين وفي صالح جيرانهم العرب

ان انتصار ارادة السلام في ربوع الشرق الاوسط هو انتصار لارادة شعوبها التي تتوق الي العدل والأمن كي تخرج من دائرة الاستنزاف المتبادل وتتفرغ لرسالة البناء والتنمية

وهو انتصار لارادة الله الذي اختار هذه المنطقة من العالم كي تكون مهبط الوحي وأرض الرسالات لقد كانت رسالة موسي عليه السلام رسالة تعايش وسلام

وكانت رسالة عيسي عليه السلام رسالة محبة وسلام

وكانت رسالة محمد خاتم المرسلين رسالة عدل وسلام

وبالتعايش والمحبة والعدل سوف يزدهر السلام في أرض السلام

الاخوة والاخوات

سوف يبقي أكتوبر علي مر التاريخ قبسا من نور يتجدد في ذاكرته الخالدة فخارنا الدائم بشعبنا العظيم

يذكي في نفوسنا قيما نبيلة تؤكد علي قداسة الواجب وشرف الانتماء وعظمة التضحية وحسن الأداء يمنحنا العزم قويا قادرا علي اجتياز كل المصاعب

يمنحنا العزم قويا قادرا علي اجتياز كل المصاعب

يشد أزرنا علي الطريق كي نبني وطنا تظله السماحة والايمان للحق وللحرية والسلام يبني للغد للأجيال القادمة

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المصدر

http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=24752