الأخوة المواطنون ..

أتحدث إليكم فى عيد الثورة..عيد مصر القومى ..نحتفل معا بيوم خالد من أيام الوطن ..ونقطة تحول فى تاريخه المعاصر ..تمر بنا الذكرى السادسة والخمسين لثورة يوليو المجيدة .. فنستعيد معها مسيرة عملنا الوطنى قبل الثورة وبعدها..ونستمد منها زادا متجددا على الطريق .

كانت الثورة محصلة لنضال شعبنا من أجل إنهاء الاحتلال, وتعبيرا عن تطلعه الى الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية..والحياة الافضل .

ألهمت ثورة يوليو حركات التحرر الوطنى على اتساع العالم ..واجهت تحديات عديدة فى الداخل والخارج..ومضت عبر مراحل متعاقبة مابين تجاح وإخفاق.. وتقدم وانحسار .. وانتصارات وانتكاسات ..لكنها برهنت دوما على وعيها بحركة العالم من حولها .. وأثبتت قدرتها على ضبط مسار تحركها..والتعلم من أخطائها.. وتصحيح مسارها.

الاخوة والأخوات ..

لقد شهدت مصر تحولات عديدة على أرضها منذ قيام الثورة,كما شهدت تحولات مماثلة فى محيطها الاقليمى والدولى..أصبح لدينا واقع مصرى مغاير لما كانت عليه مصر منذ 56 عاما، واقع جديد يطرح أمام مجتمعنا ومسيرتنا معطيات وتحديات وتطلعات وأوليات جديدة, لقد تضاعف سكان مصر أكثر من ثلاثة أضعاف من عام 1952,وصارت الاولوية هى تحقيق تطلعاتهم المشروعة لحاضر ومستقبل أفضل.

لقد تضاعف سكان مصر بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1952 وصارت الأولوية هى
تحقيق تطلعاتهم المشروعة لحاضر ومستقبل أفضل.

صارت الأولوية لضمان الأمن الغذائى وتأمين إمدادات المياه والطاقة للمزيد من تطوير قطاعات الانتاج والخدمات .. والمزيد من الاستثمارات والمشروعات وأتاحة فرص العمل .

نعلم أننا نواجه صعابا وتحديات تعكس الفارق بين سقف طموحنا ومحدودية مواردنا..وتلخص حقيقة أن الزيادة السكانية الضخمةلم تقابلها زيادة - بذات القدر - فى الموارد المتاحة.

ولكننا نعلم كذلك أننا على الطريق الصحيح.. ونعلم أننا - رغم هذه الصعاب والتحديات - قد حققنا معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادى .. خلال السنوات القليلة الماضية ..ولابديل أمامنا سوى الحفاظ على هذه المعدلات المرتفعة للنمو..ومواصلتها عاما بعد عام فى مواجهة الازمة العالمية الراهنة ومؤشرات تباطؤ نمو الاقتصاد الدولى المقترن بالتضخم وغلاء الأسعار .

لابديل أمامنا سوى المضى فى خطوات الاصلاح الإقتصادى .. فبدونها ماكان باستطاعتنا مواجهة تداعيات هذه الازمة العالمية ولاكان بمقدورنا تحقيق هذه المعدلات المرتفعة للنمو..سنمضى فى ذلك دون رجعة إلى الوراء مقتنعين بتلازم مسارات الإصلاح السياسى والإقتصادى والإجتماعى..عاقدين العزم على المزيد من الخطوات لتعزيز ديمقراطيتنا وتحرير اقتصادنا.. والمزيد من الخطوات لتحقيق العدالة الاجتماعية والعدالة فى توزيع ثمار النمو والتنمية بين أبناء مصر.

الإخوة المواطنون ..

نعم ..لقد شهدت مصر متغيرات عديدة منذ قيام الثورة..لكن ثوابت مبادئتها ومواقفها تظل كما هى ..مالم - ولن - يتغير هو إيماننا بعراقة هذا الوطن وهذا الشعب.. وتمسكنا بالحفاظ على هويتنا واستقلال إرلادتنا..ووقوفنا إلى جانب أمتنا العربية وقضاياها.

نبذل أقصى الجهد لاستقرار منطقة مضطربة غاب عنها الاستقرار..تواجه أزمات متتالية وصراعات ومطامع وتهديدات..وتشهد مشاعر متأججة بالغضب فى غياب السلام العادل .

إننا ونحن نحتفل بذكرى الثورة نزداد تصميما على مواصلة دورنا وجهودنا من أجل السلام ونزداد تمسكا بالمضى فى طريقنا نحو المستقبل الأفضل ..نحمى أمن مصر القومى وندافع عن مصالحها..نقى وطننا وشعبنا مخاطر الإرهاب والتطرف..لانسمح لأحد بالنيل من وحدة مسلمى مصر وأقباطها..نواجه تحديات الداخل المصرى وتحديات منطقتنا والعالم من حولنا..ونمضى فى طريقنا بعزم لايلين .

- تحية فى ذكرى الثورة لقائدها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. و رفاقه.
- تحية للرئيس الراحل أنور السادات الذى حمل رايتها من بعده.
- تحية لشعب مصر..بطل مسيرة العمل الوطنى..قبل الثورة وبعدها.