الأخوة المواطنون سوف تبقي ثورة يوليو الي آخر الزمان من أعظم احداث التاريخ المصري نحتفل بذكراها المجيدة كل عام مهما باعدت السنوات بيننا وبين هذا الحدث العظيم فنجدد اعتزازنا وفخارنا بثورة وطنية فريدة غيرت وجه الحياة في مصر وأصبحت واحدة من أعظم ثورات التاريخ الانساني كانت هذه الثورة من أعظم احداث التاريخ المصري لأنها جسدت حلم شعب عظيم يتوق الي الكرامة والعزة وينشد العدل والتقدم وجسدت آمال المصريين جميعا في وطن يظله العدل الاجتماعي . كما جسدت فوق كل هذا حلم المصريين جميعا في وطن مرفوع الرأس موفور الكرامه لا يجثم علي صدره احتلال بغيض يشل ارادته الوطنية وأقلية مستفيدة لا تكترث بمصالح الشعب أو حقوقه غيرت ثورة يوليو وجه الحياة في مصر علي نحو جذري فأعادت للوطن استقلاله وكرامته وأعادت للأغلبية الساحقة اعتبارها وحقوقها وجعلت المهمة الاساسية للحكم هي انجاز التقدم والتنمية لصالح الانسان المصري . كانت ثورة يوليو واحدة من اعظم ثورات التاريخ الانساني لانها نشرت رايات الحرية والاستقلال فوق بقاع كثيرة من عالمنا الثالث كانت ترزح تحت عبء الاستعمار ووقفت يوليو الي جوار شعوب افريقية وعربية عديدة تدعم نضالها من أجل الحرية بروح انسانية تعلو علي دوافع المصلحة الصغيرة وحس تاريخي عظيم يتنزه عن نزعات الهيمنة والتسلط فكان طبيعيا ان ينتشر ضياء الثورة الأم في أرجاء العالم الثالث يطارد الاستعمار ويطوي صفحاته . وأحسب ان هذا العون الانساني المجيد قد اعطي لمصر مكانه متميزة وفريدة في عالمنا الراهن لقد كان أمرا يدعو الي الفخار ان تنعقد القمة الافريقية في القاهرة في حضور أكبر عدد من الرؤساء الافارقة حيث وقف الرؤساء تباعا يذكرون بالعرفان دور مصر في حركة التحرر الافريقي هذا الميراث العظيم الذي غرسته يوليو في ربوع افريقيا يزهر اليوم علاقات أخاء وتعاون تحفظ المصالح الحيوية لمصر في القارة الافريقية ويهيئ المناخ لتبادل تجاري واسع يحقق مصلحة مصر ومصلحة الشعوب الافريقية ويؤكد أهمية توطيد العلاقات بين دول الجنوب سعيا الي اقامة سوقها المشتركة . كانت يوليو واحدة من أعظم ثورات التاريخ الانساني لسبب آخر فقد اثبتت ان التحولات العظيمة في حياة الأمم والشعوب يمكن ان تتم دون صراع عنيف يسفك الدم ويزهق الأرواح ويشق وحدة الوطن ويمزق قواه كانت ثورة بيضاء مرأة صادقة لروح هذا الشعب العظيم الذي يكره العنف والدم وببغض القتل والتدمير ويحترم حق الحياة فلم تفعل يوليو ما فعلته ثورات اخري اطلقت لعنان للأحقاد والبغضاء ونوازع الانتقام حتي افسدت روح شعوبها وقتلت همتها ازاحت يوليو العقبات الجسام التي اعترضت مسيرتها بأقل تكلفة انسانية ممكنة دون إفراط في العنف يفسد روح المجتمع ويفترس وحدته لم تفعل يوليو ما فعلته ثورات اخري رفعت شعارات الانسانية والدين لكنها نصبت المشانق وأزهقت أرواح الآلاف وشردت كل المثقفين خارج أوطانهم وتحولت الي رياح عاصفة هوجاء تقتلع كل عود أخضر . ميزة يوليو الأخري التي جعلتها ثورة فريدة الي التاريخ الانساني هي انها كانت قادرة علي أن تصحح نفسها بنفسها في كل المراحل كي توافق ضمير شعب يكره الافتئات والجور أو تواكب متغيرات عالمية يستحيل اهدارها أو تتراجع عن خطأ فادح وضحت أثاره ونتائجه لم تحبس يوليو نفسها في آطر عقائدية جامدة رغم تحالفاتها الدولية التي كان يمكن ان تشكل قيدا علي منظورها الوطني والقومي وبرغم ظروف الاستقطاب الحاد في عصر الحرب الباردة والعلاقةالخاصة مع الاتحاد السوفيتي استطاعت يوليو ان تخط لتفسها نهجا خاصا حافظ علي هويتها الوطنية والقومية وحافظ علي استقلال قرارها السياسي ووضع خطوطا فاصلة اعطت للثورة المصرية سماتها الخاصة التي توافق روح الشعب وطبيعته. الأخوة والأخوات لقد جاءت ثورة يوليو تتويجا لنضال طويل خاضه الشعب المصري دفاعا عن حقه في وطن حر وحياة كريمة وغد أفضل كانت الثورة حلقة وليدة في تاريخ شعب عظيم تواصل نضاله وجهاده علي مر السنين ابتداء من ثورة عمر مكرم الي وقفة عرابي الشهيرة في ميدان عابدين الي نضال الوفد المصري تحت قيادة سعد زغلول ومصطفي النحاس الي مظاهرات العمال والطلبة التي عجلت بانهيار نظام كان يترنح ناصب الحركة الوطنية العداء وتأمر مع الاحتلال واهدر حقوق الاغلبية الساحقة للشعب المصري صاغت الثورة مبادئها وأهدافها من نضال الجماهير المصرية التي كانت تتوق الي العدل والتقدم وتنشد وطنا أبيا يرفض الخضوع للاستبداد والاستعمار تحميه قوة وطنية قادرة علي تأمين مصالح البلاد .
ولم يبتدع ثوار يوليو المباديء الستة التي تم اعلانها يوم 23 يوليو بل أن هذه المباديء كانت قد اصبحت جزءا من ضمير مصر الوطني منذ أن بدأ الشعب نضاله في العصر الحديث تضيء له الطريق كوكبة من المفكرين والمثقفين حملوا عبء تنوير وأضاءوا بنور العقل طريق الخلاص الوطني وغرسوا في أذهان المصريين حق الجماهير في العدالة والتقدم ونشروا بين الناس مطالب الديمقراطية والعدل الاجتماعي واستقلال القرار الوطني . كانت يوليو بكل المقاييس ثورة شعب لانها جسدت طموحات مصر وأمالها علي نحو صنع هذا التلاحم الرائع بين الشعب وجيشه وعندما خرجت طلائع الثورة تدعو المصريين الي ان يرفعوا الرأس عاليا بعد ان مضي عهد الاستبداد كان الشعب يعرف انه صاحب المصلحة الاساسية في نجاح الثورة التي قامت لاسترداد حقوقه بهذا التلاحم بين الشعب والجيش انهارت دعائم نظام استباح مصالح الشعب وأهدر حقوق الوطن وبلغ فساده حد الفوضي فسقط النظام القديم في أشهر معدودة كي تبدأ مصر مرحلة جديدة علي أنقاض أوضاع قديمة لم تعد قابلة للاستمرار أو الاصلاح . ولم تكن يوليو أذن عملا انقلابيا استهدف الاستيلاء علي السلطة ولم تكن مجرد حركة قام بها عدد من ضباط الجيش غضبا من واقع بغيض ومرفوض وإنما كانت في حقيقتها تجربة انسانية فذة خاضها الشعب المصري دفاعا عن حقه في الحياة وفي الكرامة اذن فقد كان الشعب هو الذي اعطي يوليو معني الثورة وهو الذي حدد اهدافها ورسم طريقها وصحح اخطاءها وقاوم كل الذين سعوا الي الانحراف بمسيرتها وربما لا يدري بعض الذين لم يعايشوا أوضاع مصر قبل الثورة وهم يشكلون الآن أغلبية الشعب المصري حجم النقلة الهائلة التي غيرت وجه الحياة في مصر عندما اعادت الثورة الاغلبية الساحقة حقوقها التي سلبها القهر والاستبداد وازاحت الاحتلال البريطاني عن كاهل الوطن وجعلت مهمة الحكم الوطني تحقيق تنمية شاملة تضمن للأنسان المصري تقدمه الاجتماعي والسياسي فتحية كريمة الي روح الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والي روح رفاقه الابطال الذين صنعوا واحدا من أعظم أحداث التاريخ المصري عندما فجروا ليلة 23 يوليو شرارة ثورة جسدت حلم المصريين جميعا في وطن يظله العدل والتقدم تحية كريمة لهذا الشعب العظيم الذي صنع من هذا الحدث ثورة وطنية فريدة غيرت وجه الحياة في مصر وأصبحت واحدة من أعظم ثورات التاريخ . الاخوة والاخوات لقد واجهت ثورة يوليو تحديات ضخمة عاتيه وتعرضت لاخطاء جسيمة وخطيرة لكنها حققت في النهاية انجازات هامة وكبيرة لا يستطيع جاحد ان ينكرها وربما كان طبيعيا ان يختلف البعض حول حتمية التطبيق الاشتراكي الذي انتهجته الثورة عندما لجأت الي كثير من الترميمات التي لم يكن هناك ما يبررها لكننا لا نستطيع ان نختلف حول الاهمية الفائقة لمبدأ العدل الاجتماعي الذي ارسته الثورة ضمانا لتماسك بنية الوطن واستمرار سلامة الاجتماعي وقد يكون من الطبيعي ان يختلف البعض منا حول الاسلوب الذي اتبعته الثورة لتحقيق حلم الوحدة العربية لكن احدا لا يستطيع ان يختلف حول انتماء مصر القومي أو حول أهمية تواجد كيانات قومية كبيرة في عالم يسعي الي إنشاء تكتلات اقتصادية ضخمة تتاسبق علي تطوير الانتاج وتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي وعلي فتح الاسواق أمام المنتجات الوطنية . وقد يكون من الطبيعي ان يختلف البعض حول الضرورات التي فرضت علي يوليو هذه المجابهة الشاملة علي أمتداد ساحة العمل الوطني لكننا لا نستطيع ان نختلف علي حجم التآمر الخارجي الذي احاط بالثورة والحق انه ما من ثورة الا وكان لها اخطاؤها الجسام لان الثورة تجربة انسانية عريضة تقوم علي الاحلال والبناء وحلم ضخم يفتح ابواب التغيير الشامل امام شعوب ازالت حواجز الخوف وكسرت قيودا تكبل حرياتها وليس لاي ثورة قاموس يضع الحدود واضحة فاصلة بين الممكن والمستحيل وبين الاصلاح والتغيير وبين الطموح والقدرة . ومن ثم فإن الخطأ وارد لكن ميزة يوليو انها مرت بأطوار متعاقبة نقلتها من الشرعية الثورية الي تقنين الواقع واحترام سيادة القانون لم يتردد الرئيس لراحل جمال عبد الناصر في تصحيح أخطاء الثورة كلما وجدها تنحرف عن أهدافها وكلما رأي فئة قليلة من ابنائها تدفعها الي الخروج عن الطريق وواصل خلفه الرئيس أنور السادات مسيرة الاصلاح بتوسيع نطاق الديمقراطية فبدأ تجربته الاولي في التعدد الحزبي واعادة ترتيب الاوضاع المصرية كي توافق عالما جديدا يتطلب الحرص البالغ والحساب الدقيق والتمييز الواضح بين الممكن والمستحيل وبين الطموحات والقدرات . في ظل هذا المناخ تحقق نصر اكتوبر العظيم التحم الشعب والجيش مرة أخري ليصنعا معا نصرا مجيدا بدد اثار النكسة وأعاد الاعتبار للكرامة الوطنية وأثبت اقتدار العسكرية المصرية وقدرتها علي انجاز عمل عسكري فذ أكد للعالم كله ان السلام العادل والشامل هو خير ضمان لاستقرار الشرق الاوسط وأمنه لان القوة وحدها لا تستطيع ان تحسم عدوانا صارخا علي حقوق الشعوب .
الاخوة والاخوات ان ثورة يوليو تعني بالنسبة لي العدل الاجتماعي وانحياز الحكم الي مصالح الاغلبية الساحقة من شعبنا العامل والتزامه بالتنمية الشاملة المستمرة من أجل تحقيق تقدم حقيقي في حياة الانسان المصري واستقلال القرار الوطني والعمل المستمر من أجل ان يكون لمصر جيشها القوي الذي يحفظ سلامها وأمنها ومصالحها ويعزز دورها القومي كي تبقي لامتها العربية سندا في الحق تحرس العدل وتعلي الكرامة وتصون المبادئ .
هذه هي يوليو في خطوطها العريضة التي رسخت في الضمير المصري مباديء ثابتة وقيما راسخة وشروطا أساسيا للحكم الوطني .
لم تكن يوليو بالنسبة لي طلاسم تحتاج الي الكهنة كي يفكوا الغازها وأسرارها لان يوليو لم تسجن نفسها في دائرة العقائد الضيقة ولانها كانت تجربة انسانية في الثورة والحكم تنوعت اجتهاداتها في ظروف دولية مغايرة لم تكن يوليو بالنسبة لي بداية التاريخ او منتهاه ولكنها كانت حلقة مجيدة في تاريخ شعب عظيم لم تتوقف تضحاياته شوقا الي العدل والتقدم . الاخوة والاخوات بالامس فقط تلقيت بالتقدير والامتنان ترشيح أعضاء مجلس الشعب الموقر كي أواصل مسئوليتي رئيسا لجمهورية مصر العربية فترة حكم ثالثة حفاظا علي استقرار الوطن في ظروف عصيبة يتعرض فيها لتحديات قاسية فرضها دعاة الظلام واعداء التقدم كي يمنعوا مصر من تحقيق انطلاقها واصدقكم القول انه لولا احساس مسئول بجسامة الواجب وخطورة المرحلة الراهنة لكان الاختيار الامثل ان أجد لنفسي خيارا اخر بعد مشقة بالغة كابدتها علي امتداد الفترتين الماضيتين كي نضع مصر علي الطريق الصحيح .
ويعلم كل مواطن ان نداء الواجب هو الذي يملي علي قبول هذا الترشيح لانني لا أري في هذا المنصب راحة ولا غني وأنما آراه تكليفا بمواصلة الجهد الشاق كي تتمكن مصر من تحقيق انطلاقتها المنشودة .
واذا كان الشعب المصري يواجه في هذه المرحلة العصيبة تحديا سافرا من جماعات شاردة تريد له الدمار والخراب تضرب استقراره وآمنه كي تقوض آماله في التقدم والرخاء فأن واجب المسئولية وشرف الامانة يلزمني أن اكون حيث يريدني الشعب نجابه معا هذا الخطر الذي يهدد انجازات بذلت الامة من أجلها تضحيات غالية وجسيمة لقد تكشفت ابعاد المؤامرة لكل مصري وومصرية لان غاية ما يريده دعاة الارهاب ان يشيع الخوف وتتوقف الاستثمارات ويصيب الشلل كل نشاط اقتصادي وتنعدم فرص العمل أمام الملايين من شباب هذا الشعب كي نجد انفسنا مرة اخري في مواجهة وضع اقتصادي يزداد سوءا نعاني شح الموارد ونضوب الاستثمارات وشيوع البطالة وغياب الامل في امكان الخروج من هذه الدائرة المفرغة . هذا هو مخطط الشر الذي تكشفت ابعاده من خلال اصرارهم الاثم علي ضرب السياحة وقد أصبحت واحدة من أهم مصادر الدخل القومي وحرصهم الحاقد علي اشاعة الذعر في الشارع المصري من خلال اعمال وحشية لا يقدر علي ارتكابها سوي نفوس رخيصة باعت نفسها للشيطان لم نسمح لجماعات البغي ان تدمر ما انجزه الشعب بتضحياته وعرقه ودموعه ولن نعطيها فرصة ان نغتال الامل المصري بعد ان اصبح واقعا بل سنكون الي جوار شعبنا نخوض معا معركة تثبيت الاستقرار وتأكيد التقدم يعزز يقيني بأننا سوف نقطع دابر الارهاب ونجتث جذوره لم نقبل هذه الاوضاع ولن نعطيها فرصة الاستمرار لن نترك هؤلاء يعيس ون في الأرض فسادا يدمرون مقدرات البلاد ويقتلون نفوسا بريئة بغير ذنب ويروعون الامن وينشرون الفزع بين الناس في جنون حاقد ، بعد ان هالهم ان مصر علي وشك ان تعبر ازمتها وان جهد الاصلاح قد اثمر ظروفا مواتية لانطلاق جديد للاقتصاد المصري . راعهم ان يرتفع الدخل المصري من السياحة الي 4 مليارات دولار سنويا تفتح ابواب الرزق الحلال كريمة واسعه امام مئات الالوف من المصريين راعهم هذا النجاح الذي كان يبشر بمستقبل سياحي زاهر لمصر فسعوا بجنون كي يغلقوا ابواب رزق حلال لم يأبهوا بمصالح وطنية ضخمة يعيش عليها مئات الالوف بل الملايين من المصريين الشرفاء الذين اصبحوا يعانون نتيجة هبوط معدلات السياحة راعهم ان تنجح مصر في جذب استثمارات وطنية عربية واجنبية ضخمة تجسدت في مئات من المشروعات الناجحة تتيح فرص عمل متزايدة لاجيالنا الجديدة وتضيف الي الانتاج المصري انتاجا جديدا بالغ التنوع والجودة . فسعوا بجنون يهددون المسثمرين سواء كانوا مصريين أو عربا أو أجانب يتوعدون بالشر والتخريب ان استمروا في نشاطهم في مصر وراعهم ان تتمكن مصر خلال السنوات الخمس القادمة في إطار خطتها الاقتصادية المعلنة من مواجهة مشكلات البطالة ورفع مستوي الخدمات خصوصا في التعليم والمعرفة وملاحقة النمو السكاني المتزايد بمعدلات تنمية عالية تسمح بتحسن ملموس في الحياة المصرية ، وتسمح باستجابة معقولة لمطالب الموازنة بين الاجور والاسعار فسعوا بجنون كي يقطعوا الطريق علي كل تقدم .
وراعهم ان تصبح لمصر هذه المكانة المتميزة في عالمنا الراهن وان تستعيد دورها الرائد في عالمها العربي وان تصبح قوة عدل وسلام تقف الي جوار اشقائها ودرعا للحق وللأمن القومي فسعوا بجنون الي تشويه صورةالوطن وتعويق دوره وجهوده . الاخوة والاخوات ان قبول الترشيح يعني بالنسبة لي استمرار مسيرة العمل الشاق كي تتغلب مصر علي مصاعبها الراهنة وتتمكن من تحقيق انطلاقاتها كما تعني الالتزام الصارم بالاهداف الوطنية التي اجمع عليها الشعب وهي الديمقراطية الصحيحة والتنمية المستمرة والسلام العادل لكن نقط البدء الصحيحة في كل ذلك تكمن في المجابهة الشاملة لعناصر الارهاب وتقويض مخططها الرامي الي اعاقة تقدم مصر واجهاض انطلاقها الكبير لهذه الاعتبارات كان قبولي الترشيح لفترة رئاسة ثالثة أحمل شرف المسئولية عهدي مع الشعب كما كان دائما الصراحة والصدق واستقامة النهج ووضوح القصد والهدف نصون الحمي وحفظ العهد ونرعي الامانة نحمي كرامة الوطن وطهارة الحكم واستقلال القرار نقيم العدل ونرعي الحقوق وننصر سيادة القانون نفتح كل الابواب للرأي الحر والمشاركة المسئولة والديموقراطية الصحيحة نعزز أواصر الوحدة والعدل الاجتماعي وروابط المصلحة والانتماء المشترك ونبذل كل غال فداء لشعب وفي ووطن يستحق اغلي التضحيات . الاخوة والاخوات ان وحدة الشعب وصلابة موقفه ورفضه القاطع لهؤلاء الذين يطعنون شرف الدين وهمة الوطن ويهدفون الي اجهاض احلام الجماهير الغفيرة من ابناء مصر نقطة البدء الصحيحة هي تأكيد مناخ الاستقرار الآمن لانه لولا النتائج العظيمة التي حققتها مصر في مناخ أمن مستقر لما أصبح ضرب الاستقرار هو أول اهداف هذه الفئة الباغية التي لا تعرف وطنا ولا دينا ان الجهد الهائل الذي يبذله رجال الشرطة دفاعا عن حق مصر في وطن أمن مستقر والتضحيات الباسلة التي يقدمونها في سبيل هذا الهدف تستحق مؤازرة كل مصري لان مواجهة الارهاب ينبغي ان تكون عملا شاملا يتضافر عليه الجميع الدولة والمجتمع الحكم والشعب لاحزاب الاغلبية وأحزاب المعارضة لان مصر هي التي تدفع الثمن ولأنه لا خيار ولا وسط بين الديمقراطية والفوضي وبين جماعات الارهاب ومصالح الوطن . تحية الي شهداء الشرطة الابرار الذين سقطوا في أشرف ساحة دفاعا عن أمن الوطن واستقراره تحية الي كل رجال الشرطة ضباطا وجنودا فهم يحملون عبء المجابهة دفاعا عن انجازات شعب يستحق الحياة ويستحق التقدم تحية الي أرواح عشرات من أبناء شعبنا سقطوا ضحايا جرائم الارهاب الاثمة التي تترصد بالموت مواطنين آمنين لا ذنب لهم أو جريرة وتحية الي كل المواطنين الشرفاء الذين بادروا بتلقائية تامة وغيره شديده علي الوطن بالتصدي لعناصر الارهاب بعد ان ادركوا ابعاد المخطط الاجرامي الذي يهدد مصالح الوطن وحياة ابنائه في الصميم . الاخوة والاخوات لن ينسي الوطن شهداءه ولن ينسي ضخامة الاثم الذي ارتكبه هؤلاء القتلة وهم ينشرون الموت بين الناس وسوف نتخذ كل الاجراءات والتدابير التي يمنحها لنا الدستور والقانون من أجل اعادة الاستقرار الي الوطن آملين ان تدرك احزاب مصر وقواها السياسية مغزي صيحات الغضب المتزايد في الشارع المصري تلك الصيحات التي تستحث الضمير الوطني علي قطع دابر الارهاب واجتثاث جذوره .
اننا نقدر المواقف الوطنية المخلصة للاحزاب الديمقراطية التي ادانت الارهاب بوضوح قاطع دون اعذار أو ذرائع تخفف من قبح الارهاب أو تدافع عن أسبابه لكن الشعب لا يزال يشعر ونحن معه بأن هناك حاجة الي مزيد من التعاون بين كل القوي السياسية والتنظيمات الحزبية والنقابية ووتجمعات المثقفين علي اختلاف انتماءاتهم الفكرية من أجل القيام بمبادرات نشيطة تحاصر بؤر الارهاب وتشل فاعليته وتكشف عناصره وتفسد مخططاته لأن القضية كما وضحت لكل صاحب عقل وضمير لم تعد قضية الحكم ولكنها قضية مصر التي يريدون اهدار حاضرها ومستقبلها .
وأحسب ان هذا الجهد المسئول يعني في النهاية تعزيز مسارنا الديمقراطي وتوسيع حقوق المشاركة وتهيئة مناخ وطني صحيح يدفع بقضية الديمقراطية قدما نحو آفاق جديدة . ليست لدينا أية أسباب شخصية تمنعنا من أستكمال مسيرتنا الديمقراطية لاننا مع حق الشعب في الرقابة الكاملة والحازمة علي آداء السلطة التنفيذية ومع تكافؤ الفرص بين الاحزاب في سباقها وتنافسها علي خدمة الوطن كل حسب حجمه وقدره ومع التقنين الواضح لمتطلبات مجتمع ديمقراطي يقوم علي التعدد الحزبي .
نحن مع كل ذلك لكن أمانة المسئولية وشرف الضمير يلزمني بأن أنبه الي مزالق الخطر وعثرات الطريق خصوصا ونحن نعايش خطرا حاليا يهدد الاستقرار والأمن غير جماعات اخري تتربص بالديمقراطية كي تجهز عليها ان الديمقراطية والاستقرار شرطان متلازمان لتحقيق التقدم وغياب احدهما ينسخ وجود الاخر فالديمقراطية في غياب الاستقرار هي الفوضي وغياب المسئولية وتمزيق الجهد الوطني وضياع مصالح الجماهير والوطن وبالمثل فإن الاستقرار في غياب الديمقراطية يعني الجمود والتحجر وضمور قدرة المجتمع علي تجديد نفسه وقواه وأحسب ان مصر في مرحلتها القادمة تحتاج الي ادراك واع ومسئول لاهمية هذا الترابط بعيدا عن المزيدات والشعارات كي نضمن للوطن عبورا آمنا الي مرحلة الانطلاق ونحافظ علي مسيرته آمنه مستقرة متجددة الطاقات قادرة علي مواجهة تحديات التقدم . الاخوة والاخوات سوف يكون علينا ان نستكمل الاصلاح الاقتصادي خصوصا وأننا قطعنا الشوط الاصعب والاكثر اعباء ومشقة لان انجاز هذه المهمة هو من صميم المصلحة الوطنية .
واذا كنا قد تمكنا خلال المرحلة السابقة من مواجهة عناصر الخلل في هيكل الاقتصاد المصري بخطة متدرجة متكاملة حققت السيطرة علي العجز والتضخم فإنني استطيع ان اؤكد ان التطبيق الوطني الواعي لمتطلبات الاصلاح الاقتصادي في مرحلته الثانية سوف يؤدي الي زيادة تدفق الاستثمارات الوطنية والعربية والاجنبية والي مواجهة مشاكل الانتاج علي نحو حاسم يضمن خفض التكاليف وارتفاع مستوي الجودة والقدرة علي المنافسة الحرة كما يضمن التوسع المستمر لقواعد الانتاج خصوصا واننا اصبحنا اليوم نملك بنية اساسية عصرية قادرة علي استيعاب اية مشروعات جديدة .
أنني اتفهم بعض صيحات التوجس التي تنظر بقلق مبالغ فيه الي قضية التصرف في عدد من مشروعات قطاع الاعمال يمكن ان تؤول بالكامل الي القطاع الخاص لكنني أقول بكل الوضوح أننا لسنا مرغمين علي قبول شيء لا يوافق مصالحنا الوطنية ونحن واعون تماما لاهمية ان تكون مقدرات هذا الوطن في أيدي ابنائه اضافة الي اننا لن نبيع بخسا ولن نفرط في حقوق العاملين أو نبدد قلاعنا الصناعية الكبري . ان الامل يغمرني في أننا سوف نتغلب بعون الله علي صعوباتنا الراهنة لأننا نملك إرادة التحدي ولأننا نستهدف صالح الوطن ولأننا نجد سندا قويا في مقدرة الشعب وصموده .
سوف نتغلب علي صعوباتنا الراهنة نستعيد لهذا الوطن امنه واستقراره نطرد من سمائه دعاة الظلام والخراب .. سوف نفتح الطريق آمنا واسعا لمسيرة التقدم المصري نبني ونعمر نصنع السلام والرخاء نضيء مشاعل النور ونحيي أمل كل مصري في غد أفضل .
لن نسمح لقوي الظلام ان تحجب مسيرة النور ولن نسمح لانصار الهدم ان يعوقوا البناء لن نسمح لهؤلاء ان يبددوا جهدا بناه الشعب بالعرق والدم والدموع عهدا أمام الله والوطن نقطعه علي انفسنا واثقين من صدق العهد والوعد لأن ارادة الشعب من إرادة الله .
اسأل الله العلي القدير ان يرعي مسيرتنا ويشد ازرها ويهديها من امرها رشدا انه نعم المولي ونعم النصير . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول |