الاخوة المواطنون
اليوم تمر خمسة واربعون عاما علي قيام ثورة يوليو المجيدة تلك الثورة الفريدة التي غيرت دون عنف وجه الحياة علي ارض مصر وازاحت قوي الاحتلال عن معظم انحاء عالمنا العربي ونشرت رايات الحرية والاستقلال فوق ربوع عالمنا الثالث وجعلت مصالح الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا اساسا لشرعية الحكم ومسئوليته
إن احتفالنا اليوم بذكري هذه الثورة المجيدة هو تكريم لنضال الشعب المصري من اجل استعادة حريته وكرامته وتكريم لنضال شعوب عديدة استلهمت ثورة يوليو في كفاحها العادل ضد قوي القهر والاحتلال وتكريم لواحدة من اعظم الثورات التي شكلت فاصلا مهما في تاريخ النضال الانساني لانها اقترنت بنهاية عصر الاستعمار القديم وإزاحة القواعد العسكرية الاجنبية التي كانت تربض عي ارض مصر وفي عدد من الدول المجاورة واقترنت بموجة الاستقلال الوطني التي رسخت حق تقرير المصير لشعوب العالم المقهورة وكرست تطلعها لان تكون جزءا من مسيرة التقدم الانساني جاءت ثورة يوليو تتويجا لنضال طويل خاضه الشعب المصري دفاعا عن حقه في وطن كريم لا يجثم علي صدره احتلال اجنبي يستنزف ثرواته ويشل ارادته
كانت ثورة يوليو بكل المقاييس ثورة شعب بأكمله فكان طبيعيا ان تكون اهدافها ومبادؤها مستوحاة من نضال المصريين علي امتداد تاريخهم الحافل وان تربط بين مراحل الكفاح المختلفة وغضبة الشعب المصري بكل فئاته في مطلع الخمسينات تلك الغضبة الجماهيرية التي مهدت لقيام ثورة يوليو في ذلك اليوم المجيد - 23 يوليو 1952 - خرجت من الجيش المصري طليعة من الضباط الاحرار عاشت آلام مصر وعايشت آمالها يقودها ابن مصر البار الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليطيح بالنظام القديم ويقيم علي انقاضه حكما وطنيا يحقق أهداف النضال المصري في سعيه الدءوب الي الاستقلال والتحرر الوطني ابتداء من عمر مكرم الي احمد عرابي الي سعد زغلول ومصطفي النحاس مرورا بقطبي الحزب الوطني مصطفي كامل ومحمد فريد
كان علي الثورة ان تواجه مطالب شعب اهدرت حقوقه الاجتماعية والسياسية ولم يعد في الامكان استعادتها الا من خلال تغيير شامل في بنية المجتمع واهدافه يحقق العدالة الاجتماعية ويصون مصالح الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب وكان عليها ان تواجه قوات الاحتلال التي كانت لا تزال تجثم علي صدر مصر في عصر يعيش فيه الاستعمار اوج عنفوانه وقوته
وكان علي الثورة ان تحافظ علي الاستقلال الوطني في ظروف عالمية معقدة تحكمها الحرب الباردة وسياسات الاحلاف وصراعات العقائد والنظم التي حولت العالم الي معسكرين متصارعين يتقاسمان السطوة والنفوذ علي ارجاء العالم كله
وكان عليها ان تصوغ آمال شعبها في برنامج عمل وطني لقي التأييد الكاسح من جماهير الشعب المصري وجسد التلاحم الرائع بين طلائع الثورة التي خرجت من صفوف القوات المسلحة وجموع الشعب المصري خاضت الثورة معارك الجلاء والاستقلال ومقاومة الاحلاف وتأميم شركة القناة وبناء السد العالي وتصنيع البلاد كما خاضت ثلاث حروب قاسية دفاعا عن امنها الوطني
وفي مواجهة الظلم الفادح الذي كانت تعاني منه الاغلبية الساحقة من الشعب رفعت مطلب العدالة الاجتماعية والهبت نضال شعوب العالم الثالث في كل مكان وانهت الي غير عودة عصر الاستعمار القديم وبرغم الظروف الشائكة التي واجهت ثورة يوليو وفرضت عليها الدخول في معارك طاحنة كبدت مصر الكثير من المتاعب فقد حافظت الثورة علي جوهرها وروحها المصرية الاصيلة وبقيت ثورة بيضاء تكره العنف وترفضه تستمد مبادئها من قيم الشعب المصري لا تحبس نفسها في قوالب جامدة صماء وانما تسعي دائما الي تجديد ذاتها في تجربة انسانية متطورة تتعلم من اخطائها ودروسها المستفادة وتتجاوب مع احداث العصر ومتغيراته وتحفظ لنفسها حرية الحركة وتقي نفسها من مخاطر العزلة والجمود
الإخوة والأخوات
سوف يختلف المؤرخون كثيرا حول أسباب القصور التي احاطت بمسيرة الثورة واستنزفت كثيرا من طاقتها وقدراتها ومكنت اعداءها من توجيه الضربات لها لكن احدا لا يستطيع ان يختلف علي ان ثورة يوليو احدثت تحولا عميقا في تاريخ مصر والشرق الاوسط وغيرت فلسفة الحكم لصالح الجماهير وكانت ثورة وطنية باعثها البحث عن عزة الوطن وكرامته والاصرار علي تحرير ترابه واستقلال قراره واذا كانت لثورة يوليو اخطاؤها شأنها في هذا شأن كل الثورات الكبري فإن العبرة تبقي في النهاية بجوهر الرسالة التي من اجلها قامت الثورة والظروف التاريخية التي حكمت مسارها والاهداف الكبري التي استطاعت انجازها
ففي مواجهة واقع التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي سيطر علي مصر قبل يوليو 52 رفعت الثورة مطلب التنمية المستقلة وفي مواجهة الهيمنة الاجنبية علي اقدار المنطقة رفعت مطلب الاستقلال الوطني والقومي وفي مواجهة الاستبداد بكل صوره واشكاله رفعت مطلب الحرية والديمقراطية تلك هي بعض الثوابت الصحيحة التي شكلت ضمير الثورة والتي ينبغي ان تكون المعيار العادل الذي نحتكم اليه ونحن نقيم بعض التطبيقات والاجراءات التي اتخدتها الثورة لكنها لم تعد تناسب روح العصر وأوضاعه فضلا عن انها كانت في بعض الاحيان عبئا علي الثورة ومسيرتها
الاخوة والاخوات
لقد اختلف العالم في العقود الاخيرة علي نحو جذري وتغيرت الاوضاع الدولية والاقليمية عما كانت عليه عندما قامت ثورة يوليو 52 فقد انتهي عصر الاستقطاب والحرب الباردة وتغيرت موازين القوي وتبدلت مراكز التأثير العالمي وتعاظمت آثار ثورة التكنولوجيا والاتصالات واصبحنا علي مشارف عصر جديد تتوحد فيه كثير من معايير العالم ونظمه وادواته خاصة في ميادين الاقتصاد والتجارة
واكب هذه المتغيرات الجذرية التي عشناها علي الساحة الدولية في العقود الاخيرة تغيرات لا تقل عمقا وتأثيرا علي الصعيد الداخلي نتيجة نضج التجربة الوطنية عبر الممارسة التي امتدت منذ قيام الثورة والانتقال من مرحلة الي اخري في تحقيق الاهداف القومية حيث تمت تصفية الاستعمار من معظم ارجاء الوطن العربي وقامت انظمة وطنية بالتصدي لمسئولية الحكم وتعمق مفهوم العدالة الاجتماعية وتم القضاء علي الاقطاع وقامت صناعة وطنية كبري في كثير من الاقطار العربية وترتب علي هذا ظهور قاعدة عمالية عريضة منظمة
كان طبيعيا ان تنعكس هذه التغيرات العميقة علي مجمل اوضاع المسيرة الوطنية والقومية وان تتجه البلاد الي ترسيخ الممارسة الديمقراطية وسيادة القانون وان تحل الشرعية الدستورية محل الشرعية الثورية وان تخف حدة الصراع الطبقي ويصبح الشعب بجميع فئاته وعناصره سبيكة واحدة متجانسة ويصبح مفهوم التعددية الحزبية اساسا للتنافس علي تأييد الجماهير
لقد ادت هذه العوامل كلها الي تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتمكين الشعب ومؤسساته من التصدي لخطر التطرف والارهاب بحزم وحسم دون اي خروج علي سيادة القانون واطلاق المجال فسيحا امام مبادرات الافراد للاسهام المباشر في تطوير المجتمع وبناء قاعدة قوية لانطلاقة اقتصادية جسورة عملاقة وتمكين المجتمع من استيعاب احدث نظم التكنولوجيا المتقدمة في شتي نواحي الحياة علي ارض مصر وزيادة رقعة التعليم الاساسي وتطويره تطويرا جذريا لم تشهده البلاد منذ عقود طويلة وانتشرت عادة القراءة بين مختلف فئات الشعب في مراحل السن المختلفة واصبحت الثقافة ضرورة انسانية لا غني عنها
واتجهت البلاد الي ثورة جديدة في مجال الخدمات الصحية في مختلف انحاء البلاد لقد اصبحت الدولة ومؤسساتها المركزية والمحلية توجه عناية قصوي لمناطق ظلت بعيدة عن دائرة الاهتمام عقودا بل قرونا عديدة واتجه الجهد القومي الي مشروعات تنموية وحضارية كبري ليس لها مثيل في تاريخنا الحديث نخص منها بالذكر مشروع تنمية جنوب الوادي بكل ابعاده واثاره والآمال المعقودة عليه واهمها اتاحة فرص جديدة وعلي نطاق واسع لشباب مصر الواعد وتمكينه من التعامل مع احدث اساليب العصر
ومع مفاهيم التكنولوجيا ومفرداتها العلمية القادرة علي جعل حركة الشعب المصري علي طريق الحداثة والتعمير متجانسة مع الاتجاهات العالمية البازغة مع حفاظه علي خصائصه الذاتيه وقيمه وتراثه الحضاري والاخلاقي ورصيده الثقافي وتفرده البالغ من تراكم التاريخ عبر القرون المتتالية ومن خلال استيعاب ايجابيات الحضارات المختلفة وصهرها في سبيكة بالغة القوة والصلابة ايذانا ببدء مرحلة جديدة بالغة الثراء في مسيرة التقدم الحضاري في مصر تضيف الي ما تحقق في المراحل السابقة ولا تنتقص من ايجابياتها وانجازاتها وبذلك تتحقق نهضة شاملة كبري تنشر الخير والنماء في كل شبر من ارض مصر الطيبة
وكان طبيعيا ان يترتب علي هذا التطور الجذري العملاق تغير مناسب في اساليب العمل وسياسات الحكم فلم يعد ممكنا اللجوء الي اساليب المصادرة والتأميم والحراسة ولم يعد مقبولا تجاهل دور القطاع الخاص في عملية التنمية 0 ولم يعد ايضا مستساغا حل النزاعات الاقليمية بقوة السلاح لقد دخلت العلاقات الدولية مرحلة جديدة اساسها تبادل المصالح والمنافع علي اسس متكافئة تتجاوز مرارات الامس وعداواته
لكن المتغيرات التي طرأت علي اساليب العمل الوطني وادواته ومناهجه
واضفت عليها المزيد من المرونة كي توافق طبيعة العصر وتحدياته لم تنل من ثوابت النضال المصري الذي جسدته ثورة يوليو واهمها ترسيخ استقلال القرار الوطني والانتصار لحقوق الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب والتمسك بالعدل الاجتماعي حفاظا علي ترابط الامة ووحدتها والسعي الي تحقيق تنمية مستمرة ومستديمة ومحاولة اقامة كيان عربي قوي يصمد لتحديات العصر وتكتلاته الاقتصادية والحرص علي بناء جيش قوي قادر علي الدفاع عن أمن مصر الوطني وتعزيز الامن القومي للأمة العربية وتحقيق التوازن والاستقرار في هذا الجزء الحيوي من العالم
كل هذه المباديء لم تزل ثوابت راسخة تشكل اركانا وطيدة للسياسة المصرية الراهنة في الخارج والداخل تسعي الي تحقيقها بكل الوسائل المشروعة مستلهمين نضال الشعب المصري والدروس المستفادة من مسيرة يوليو بنجاحاتها واخطائها وطبيعة العصر الراهن وتحدياته الجديدة التي تفرض علينا ان نخوض سباقا قاسيا
لن يفوز فيه سوي اصحاب العزم والارادة الذين يملكون رؤية مستقبلية صحيحة اننا نعتقد ان الهدف الأولي بالرعاية الآن هو احداث تنمية متواصلة ترتفع معدلاتها الي حدود ثلاثة امثال معدل النمو السكاني تنهض باعبائها كل قوي المجتمع المصري ويساعد فيها رؤوس الاموال العربية والاجنبية ويستفيد من عائدها كل فئات الشعب المصري دون استثناء إن التنمية المتواصلة هي حجر الزاوية في استقلال القرار السياسي ولنتذكر دائما ان من لا يملك قوته لا يملك استقلال قراره كما ان تلك التنمية المتوازنة هي السبيل الامثل لخلق فرص عمالة منتجة تستوعب كل عام نصف مليون شاب يمثلون اجيال مصر الجديدة وبدونها يستحيل رفع مستوي الحياة المصرية
ويصعب تحقيق عدالة اجتماعية صحيحة تضع في اعتبارها مصالح الفئات الاقل قدرة في المجتمع لقد جربت مصر لاكثر من 40 عاما انجاز مشروعها التنموي اعتمادا علي جهود الدولة وحدها لكن التجربة اسفرت عن قصور شديد ارهق كاهل الخزانة العامة فضلا عن انتشار روح اللامبالاة والتواكل بين افراد الامة والان تؤكد حقائق الواقع ان الاستثمارات التي تدفقت علي مصر بعد نجاح برنامج اصلاحها الاقتصادي قد حققت نتائج ضخمة
زادت فرص العمالة وارتقت جودة الانتاج واشتدت المنافسة في الاسواق لصالح المستهلكين وارتفعت حصيلة الدولة من الضرائب واصبح في مقدورها ان تزيد من انفاقها علي تحسين خدمات الصحة والتعليم والمرافق غير ان سياسة تشجيع المنتجين والاعتماد علي قوي السوق لا تعني ابدا غياب دور الدولة في صون السلام الاجتماعي والحفاظ علي مصالح الفئات الاقل قدرة ولا تعني ايضا ابدا سيطرة رأس المال علي الحكم ولا تعني كسر هيبة القانون والالتزام بتنفيذ احكامه لاننا ننشد مجتمعا قويا مترابطا تتوازن مسيرته علي طريق التقدم يستثمر كل طاقاته المتاحة يحارب الاحتكار ويفتح الابواب علي مصاريعها لكل جهد مخلص بناء
ولا يقل اهمية عن ذلك حرصنا البالغ علي اقامة كيان اقتصادي عربي قوي مترابط يحافظ علي المصالح العربية في عصر التكتلات الاقتصادية الكبري ويضمن للعرب مكانا لائقا تحت الشمس من خلال تعاونهم المشترك علي اسس متكافئة
نريد لمشروع السوق العربية المشتركة ان يخرج من دائرة الأمل الي حيز الواقع نريد لهذه السوق ان تكون عونا علي تنشيط التجارة العربية البيئية التي لم تزل هزيلة وضعيفة وان تكون ساحة لتنسيق مشروعات الاستثمار وخطط التنمية والتصنيع المشترك وان تكون بداية صحيحة لتكامل اقتصادي عربي واسع يحقق المصالح المشتركة لجميع الاطراف
ولا ننشد من وراء هذا كله صراعا مع اي من التكتلات الاقتصادية الاخري ولكننا ننشد تعاونا مع الجميع علي اسس متكافئة وصحيحة ولا تهدف لاقامة سوق مغلقة علي نفسها ولكننا نريدها بداية لتكامل اقليمي وتعاون دولي كبير يحمي مصالح العرب ويحقق المصالح المشتركة مع الاخرين ليس لنا مصلحة في عداء احد لا يبادرنا العداء ومصلحتنا الاكيدة في ان نكون علي علاقات طيبة مع كل الاطراف وان نوظف هذه العلاقات لصالح مصر ولصالح امتنا العربية ولصالح السلام الشامل والعادل الذي سوف ينتصر باذن الله علي كل العقبات
ايها الاخوة والاخوات
إن متغيرات الواقع تفرض نفسها علي حركة التاريخ وتفرض نفسها علي تجارب الشعوب والتاريخ لا يكرر نفسه ولا يستعيد فصوله القديمة ولكنه يمضي في حركته قدما الي الامام مستفيدا من احداث الماضي والشعوب لاتجتر تجاربها السابقة مهما يكن ثراؤها ولكنها تضيف الي هذه التجارب خبرة الدروس المستفادة وعظة الانجازات والاخطاء وعبرة تجارب الاخرين
لقد تفاعل الشعب المصري مع جوهر الثورة ومبادئها وصان ثوابتها الراسخة لكنه اعطي لنفسه حرية الحركة والمبادأة وتصحيح المسار وكان له الفضل الاكبر في تطوير مفاهيم الثورة واثراء قدرتها علي التكيف مع متغيرات التاريخ حتي لا تتحطم علي صخور الواقع الملموس
اسقط الشعب من حسابه ممارسات التطبيق الخاطيء
وانحرافات مراكز القوي وتجاوزات الشرعية الثورية وانحاز الي جوهر المباديء الأصيلة وأعاد ترتيب اولوياته وفقا لمقتضيات العصر كي يصوغ حاضرا جديدا تأخذ موقع الصدارة فيه ديمقراطية صحيحة تحترم الرأي والرأي الاخر وتؤمن بالتعدد الحزبي وتسعي الي بناء الدولة النموذج والمثال وترفض التدخل في شئون الاخرين وتحرص علي وفاق قومي واسع عبر الحوار مع الاشقاء دون ان تفرض رأيها سلفا علي الاخرين وتبذل غاية الجهد كي تظل علي علاقات طيبة مع الجميع اساسها الاحترام المتبادل والتمسك بالشرعية الدولية والايمان الكامل بجدوي الاستقرار والسلام في تحقيق امال الشعوب
ايها الاخوة والاخوات
اسأل المولي العلي القدير ان يعيننا علي طريق الحق ويلهمنا ما يحقق الخير والتقدم وان يمنحنا الهداية والرشاد في كل خطوة نخطوها علي طريق المجد والبناء وان يجنبنا عثرات الطريق انه نعم المولي ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول