فخامة الرئيس باتيل..
سعادة نائب الرئيس أنصاري..
سعادة رئيس الوزراء سينج..
السيد الدكتور كاران سينج..
أصحاب السعادة..
السيدات والسادة..
أنه لشرف عظيم أعتز به أن أتلقى هذه الجائزة المتميزة للتفاهم الدولي.
وهي الجائزة التي استلهمت من واحد من أعظم الزعماء الذين حظوا بالاحترام الأكبر في كل العصور.
فقد كرس نهرو حياته لتحقيق طموحات شعبه من أجل الحرية والمساواة، ومن أجل العدالة والديمقراطية.
لقد عمل على تعزيز التفاهم الإنساني، بإعلاء قيمة المنجزات البشرية، وتاريخنا الثري، وسماتنا الثقافية المتقاربة، وفنوننا وتقدمنا العلمي.
وقد أدرك نهرو أهمية الاعتماد المتبادل في مواجهة تحدياتنا، وقام بتعزيز التسامح والتضامن باعتبارهما مسارات فعالة للتعايش السلمي.
ومازالت حياة هذا الزعيم العظيم وما خلفه من تراث حتى اليوم مصدر إلهام للشعب الهندي لكل شعوب العالم.
ومازالت فلسفته ورؤيته وأفكاره تنير مساراتنا المشتركة نحو التنمية والأمن الإنساني.
إن الروابط القوية التي تجمع أمتينا تعود إلى عهد نهرو وجمال عبدالناصر. فقد قاما معاً بقيادة الكفاح ضد الاستعمار، وناضلا من أجل الحرية والمساواة في السيادة بين جميع الدول والشعوب.
ومن الانجازات البارزة أن تظل حركة عدم الانحياز، التي أرسينا أسسها معاً، حية ماثلة حتى يومنا هذا. ويسعدني حقاً أن أنوه إلى أننا سوف نستضيف قمة الحركة الخامسة عشر في شرم الشيخ العام القادم.

السيدات والسادة..
إننا نعيش في عصر يبدو فيه كل شئ ممكناً.. عصر أسهم التقدم العلمي في تحسين رفاهيتنا.. وتقريب المسافات فيما بيننا.. ورغم ذلك فهو عصر لازالت الصراعات والعنف وانعدام الأمن فيه يؤثر على حياتنا.

ولازلنا نواجه تحديات عالمية من صنوف شتي.. أزمة مالية واقتصادية أخذت أبعاداً ملحمية.. تحديات أمن الغذاء والطاقة.. وتغيرات المناخ.. الإرهاب الدولي.. انتشار الأسلحة النووية.. وإقرار السلم في مناطق الصراع، خاصة الشرق الأوسط، وتلك فقط أمثلة قليلة منها.

وفي مواجهة كل هذه التحديات، تشتد الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى مواصلة تعزيز علاقاتنا وتدعيم مشاركتنا.
وسوف نتمكن بتوحيد صفوفنا، من التعلم من تجاربنا وتقديم إسهامات بناءة في حياتنا المشتركة.

إن الحوار والتعاون هو السبيل إلى تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات.
وإن التفاهم الدولي هو السبيل إلى تدعيم احترام الحقوق والحريات الأساسية.
إن التضامن الأخلاقي والفكري للبشرية جمعاء هو السبيل إلى بناء عالم أكثر سلماً وأمناً.
إن ثقتي قوية بأن مصر والهند، مهدا الحضارات القديمة.. تمتلكان الإرادة.. والقوة.. وأكثر من ذلك. لديهما الشجاعة لتحقيق هذه الطموحات.

السيدات والسادة..
أنه لشرف كبير أن أتلقى جائزة تحمل اسم هذا الزعيم العظيم، وسوف أظل دوماً فخوراً على اعتزازي بقيمتها ومغزاها ومعناها.

شكــــــــــراً،،