غم حاجتها الماسة لما يحتويه الطرد من مواد عينية وغذائية ، رفضت نادرة الحضور واستلامه من قبل الجهة التي تتولى توزيع طرود الخير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك .
نادرة التي حضرت بالاساس الى مقر التوزيع لتتسلم ما يعينها واسرتها على الايام القادمة ، تراجعت بعد ان شاهدت ان عملية توزيع الطرود يرافقها تصوير وحضور العديد من الاشخاص.
وتضيف نادرة « عاودت ادراجي الى منزلي خالية الوفاض ، حيث انني لا ارغب بمشاهدة صورتي على صفحات جريدة او مجلة او حتى على التلفاز ، اتسلم معونة لي ولاطفالي «.
وتزيد « انا حقا احتاج المساعدة لاعيل اطفالي الايتام ، ولكن اليس من الاجدر ان يعطى هؤلاء الايتام في الخفاء وبعيدا عن عدسات التصوير والرصد؟ «.
نادرة التي تعيل اربعة ايتام قالت « كثير من الاحسان يأتينا عن طريق ناس نجهل هويتهم ، ونجد في ذلك تقديرا لخجلنا من فقرنا وبؤسنا، بعكس المباهاة في العطاء والتي تحرج اليتيم وذويه، والمحتاج والعفيف امام جمهرة الناس».
وناشدت نادرة اهل الخير والاحسان ممن في اموالهم حصة ونصيب لليتيم والفقير، ان يجملوا عطاءهم بالستر والكتمان، وهو امر يجعل كفتي ميزان العطاء تتعادل حيث يأخذ الاول دون احراج حاجته ، وينال الثاني بركة عطائه واحسانه دون تفاخر».
الاقل حظا
نادرة بموقفها الرافض لتصوير وتوثيق حاجتها ، عبرت عن رأي زمرة لا بأس بها من ابناء مجتمعنا ، ممن هم من الاقل حظا والمحرومين ، والذين وبحسب طبيعة الشعب الاردني المعطاء يكثر تفقدهم من قبل اهل الخير قبيل حلول شهر رمضان، شهر الرحمة والعطاء خلاله وحتى بعد رحيله.
صور الخير التي ينشط ظهورها بين أبناء المجتمع الأردني خلال شهر رمضان، وتتجسد بمؤزارة الجار لجيرانه ومعارفه الفقراء والاقل حظا والايتام ، وتأمين الميسورين من الاشخاص ، والشركات، والمؤسسات الوجبات الغذائية لمن يحتاجها.
وفي هذا الشهر الذي لا يصلح حال الفرد فيه بمجرد الصيام ، انما يتعاظم الاجر بالعطاء والصفح وحسن النوايا ، تنشط الجمعيات ودور رعاية الايتام كذلك بمد يد العون وبناء جسور التواصل بين الفئات المختلفة بهدف ان ينعم الجميع بفضلا هذا الشهر.
وكذلك رفض جلال فاضل فكرة العطاء امام جمهرة من الناس لمن هم في امس الحاجة لطرد غذائي او معونة انسانية ، واوضح الخمسيني جلال انه لا يحبذ تصوير ذوي الحاجة اثناء تفقدهم من قبل المحسنين والجمعيات والمؤسسات ، مبينا ان مثل هذه الشكليات تقتل الهدف السامي المراد به فعل خير وبر واحسان لمن هو في حاجة وعوز.
وفيما أكد جلال ان العطاء وصور الخير التي نشاهدها في فزعة الناس لنصرة بعضها بعضا ، ومساندة الفئات الاجتماعية الميسورة ، هي من ابرز خصائص شهر رمضان، الا انه شدد على ضرورة ان تأخذ اشكالا متعددة ، بعيدا عن احراج السائل والمحروم وفي ذات الوقت سد رمقه .
اهل بيته لا يعرفون
ويشاطر الاربعيني مفيد راضي، جلال رأيه ويبين ايضا أن بعض المحسنين يضيعون اجرهم واحتسابهم لعملهم الخير عند الله ، حين يفضلون العطاء في العلن عنه في الخفاء. ويسرد عن احد الاشخاص الذين يعرفهم ان اهل بيت هذا الشخص ، والذين يشاطرونه سكنه ، لا يدرون بكفالته لايتام وصرفه عليهم. ويضيف عن هذا المحسن ان يتابع الشؤون التعليمية والمالية لهؤلاء الايتام دون احراجهم ، بل عن طريق قريب لهؤلاء الايتام.
وابدى مفيد اعجابه بهذا العطاء الذي لا يراد به شهرة ، بل يهدف الى نيل رضا الله تعالى والسير بحسب تعاليم الدين الحنيف.
ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه
من جانبه قال يوسف الزبن مسؤول قسم العلاقات العامة في جمعية المركز الاسلامي انه على الفرد ان يحب لاخيه ما يحب ويرتضي لنفسه ، ومن هذا المنطلق اشار الى ان المسلمين هم كالبنيان اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهر و الحمى.
واكد الزبن ان شهر رمضان فرصة لغسل الروح والجسد من شوائب كثيرة بفروض الصوم والصلاة والزكاة والعطاء.
واستشهد الزبن في سياق تعليقه على كيفية العطاء خلال شهر رمضان المبارك بقوله تعالى «إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ «. وبين ان العطاء في الخفاء لهو اعظم اجرا وافضل ، مبينا ان هناك ظروفا تجبر الفرد احيانا على ضرورة ان يبرز عطاءه امام الناس كفئة التجار ورجال الاعمال والمؤسسات والجمعيات التي تحاسب على مصاريفها، وبنود صرفها».
ونوه الى ضرورة عدم المبالغة في تجميل صورة المعطي بحيث يكون من وراء ذلك مصالح شخصية تخفي الهدف من العطاء اصلا.
وزاد الزبن ان الاسلام افرد في شروحه عن الصدقة بنودا كثيرة تناولت ادب التصدق والعطاء، فمن آداب المتصدق أداء الصدقة قبل المسألة، واخفاء الصدقة عند العطاء، وكتمانها بعد العطاء، والرفق بالسائل، ولا يبدؤه برد الجواب، ويمنع نفسه البخل، ويعطيه ما سأل أو يرده ردا جميلا، ويلزم التواضع ويترك الكبر ويداوم الشكر، ويبحث عن أعمال البر، ويحسن للفقير ويقبل عليه، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويعجل بالصدقة، ويسر بها، ولا يمن على الفقير، ولا ينهره ويستصغر عطيته، وينتقي أجودها.
ونوه الى ان المعطي لابد وان يحذر المن، وان يخرج من طيب ماله قائلا « إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا» ، واكد ان يكون العطاء بفرح وطيب يراد به الخير ونيل رضا الله تعالى.
{**صفحة جديدة 1
}
ماريال الرتبة العسكرية\عميد جيش
عدد المساهمات : 2039 تاريخ التسجيل : 19/06/2011
موضوع: رد: عطاء رمضان في الخفاء اجمل الثلاثاء يوليو 26, 2011 3:39 pm