الاخوة المواطنون
اتحدث اليكم اليوم في ذكري غالية علينا جميعا عزيزة في كل القلوب خالدة في صفحات التاريخ القومي الأ وهي ذكري حرب اكتوبر المجيدة

وكانت حرب اكتوبر هي حرب كل المصريين بكل طوائفهم واعمارهم واتجاهات افكارهم وكان نصر اكتوبر هو نصر كل المصريين نصر الشهداء الابرار نصر المقاتلين الشجعان نصر كل اسرة قدمت شهيدا ومصابا ومحاربا عاش وشارك في اطهر كفاح لاعلاء الكرامة الوطنية والعربية نصر كل ابناء الوطن الذين التحموا في وحدة مقدسة وأدوا دورهم في جبهة القتال وعلي ارض مصر من اقصاها الي اقصاها نصر جدير بان تحتفل به كل الاجيال عالية الرأس موفورة الثقة بالنفس فخورة بأغلي عطاء قدمته الوطنية المصرية لتحرير الارادة المصرية وتطهير التراب من كل عدوان آثم تصور ان هذه الامة العريقة يمكن ان تستسلم للهوان

وكم روجت الدعاوي السوداء قبل حرب اكتوبر من أراجيف وأقاويل كان الهدف منها ان يسيطر اليأس وان تستكين النفوس الحرة وان تتراجع خطواتنا الي الوراء قالوا ان القوات المسلحة المصرية ستبقي عاجزة نصف قرن من الزمان وهكذا انتهي حاضر مصر وقضي علي مستقبل وجودها ،ثم اثبتت القوات المسلحة المصرية ان المقاتل المصري بما في يديه من اسلحة محدودة قادر علي ان يتحدي ويتصدي ويحطم العدوان ويحقق نصرا صادق المعجزات لا يزال مادة اساسية تدرس في جميع المعاهد العسكرية العالمية

قالوا ان تحطيم خط بارليف يحتاج الي قنبلة ذرية واذا لم تحصلوا عليها وانتم لن تحصلوا عليها فالاجدر بكم ان تكفوا عن حديث الحرب في تحرير الارض وعليكم ان تقبلوا الاستسلام

ولم يعرف التاريخ بلدا مهزوما يضع شروطا للسلام وهذا هو واقعكم الذي يجب ان تعترفوا به مهما كانت قسوته ثم اثبتت القوات المسلحة ان جيش مصر يضم رجالا وابطالا هم اقوي من القنبلة الذرية

لقد عبر هؤلاء الرجال حواجز مائية وسدودا هائلة مسلحة بأخطر عتاد هجومي وحققوا نصرا باهرا اجمع الخبراء علي انه معجزة عسكرية لم يكن لها سابقة في تاريخ الحروب اصابت ذهول كل مواقع الرصد العالمي التي كانت تتابع المعركة الرهيبة ولا تكاد تصدق ان هذا النصر الخارق يمكن ان يتحقق وبهذه السرعة وبكل هذه الجسارة والاقدام

لقد تجاهلت كل الحسابات العملية حقيقة اساسية وهي الارادة الانسانية عندما تتفجر بكل طاقاتها لكي تواجه المستحيل بايمان لا يتزعزع بان الدفاع عن التراب المقدس هو اقدس الواجبات الوطنية

نعم كان العامل الاول في نصر اكتوبر الخالد هو الايمان وكانت صيحة " الله اكبر " منطلقة من القلوب الشجاعة المؤمنة هذه الصيحة كانت السند الاول للمقاتل المصري المسيطر علي إرادته وسلاحه والذي اعطي حياته بكل الجسارة والاقدام لكي يسجل انصع صفحة ذهبية في تاريخنا المعاصر تعلن للعالمين علي مر الزمان وباعلي الصوت هذه مصر وهذا هو الانسان المصري وهذا هو جيش مصر

والتحية في هذا اليوم العزيز للابطال في كل صفوف قواتنا المسلحة الباسلة هؤلاء الذين اختاروا بإرادتهم ان يكونوا درع الامة وسيفها وان يكون عطاؤهم بالارواح لحماية مقدرات مصر ومقوماتها من اي عدوان يريد بنا الشرور والضياع

انهم حماة الارض انهم حماة الوحدة الوطنية انهم حماة البناء الذي يعلو ليحقق الحياة الكريمة لكل مواطن علي ارض مصر

والتحية ايضا في هذا اليوم العزيز للرئيس الراحل محمد انور السادات الذي تجسدت فيه ارادة الشعب قائدا شجاعا اتخذ قرار الحرب في اصعب ظروف يمكن ان تواجه امة في مسيرتها والذي استلهم ارادة الشعب عندما اتخذ قرار السلام وايدته الملايين بارادتها الحرة وتحرر كل شبر من ارضنا العزيزة

ايها الاخوة المواطنون
اننا نحتفل اليوم بنصر اكتوبر الخارق بعد ان حررنا كل شبر من ارض سيناء الحبيبة ان كل حفنة تراب من اراضينا اليوم هي ملك للشعب صاحب السيادة الكاملة

وكان كفاح السلام قاسيا وصعبا تخللته ضغوط عاتية لم تفلح في ان تغير قرارنا وتعرضنا لمناورات عديدة وادعاءات باطلة واجهناها بالصبر والحجج الدامغة والاستماتة في الدفاع عن الحق الوطني

ولجأنا الي المنصة الدولية التي قضت بكلمة العدل واحترم الطرف الآخر القرار الدولي وعادت طابا الي مصر والعالم كله يتحدث بالاعجاب والتقدير لاننا قدمنا قدوة جديدة بان المنازعات بين الدول قابلة دائما للحلول بالوسائل الشرعية والسلمية

ومن هنا اقول ان نصر اكتوبر ليس مجرد عمل عسكري ان تحقيق السلام ليس مجرد معاهدة مكتوبة ان نصر الحرب من اجل السلام هو بناء جديد للمجتمع

لقد ضحينا في اربع حروب متصلة في فترة زمنية قصيرة بما تعجز ان تقدمه اغني الشعوب واقواها وكانت لذلك اثاره السلبية علي مسيرة البناء

وهكذا اصبحت معركة السلام اشد قسوة ان الجيش المحارب في معركة السلام هو كل مصري ومصرية في جميع مواقع العمل وعلي كل شبر من ارض مصر

وكلنا يدرك العقبات الاقتصادية التي واجهتنا ولا تزال تواجهنا وكان اولها حاجتنا الي ملايين الجنيهات لاقامة مشروعات البنية الاساسية وتعرفون انه تحققت في هذا المجال انجازات ضخمة وفي اقل وقت ممكن ولكن طريق البناء لا يزال طويلا وشاقا

امامنا جهد ضخم كبير في معركة زيادة الانتاج ولا تقدم بغير انتاج يحقق حاجة الاستهلاك المحلي ويستهدف التصدير للخارج وعن هذه المشكلة تتفرع مشكلات عديدة لعل ابرزها توفير العمل لكل مؤهل للعمل ثم اعتمادنا علي انفسنا في غذائنا

هذه المشكلات تتطلب منا جميعا ان نقدر جسامتها وان نؤمن بان مضاعفة العمل الخلاق هي سبيلنا الوحيد للمواجهة ولا غيره من سبيل

ولا توجد مشكلة غير قابلة للحل ولكن لا توجد الحلول التي تهبط علينا من السماء دون ان نسعي اليها بكل طاقاتنا ان الحلول هي من نتاج العرق والجهد المتصل والعمل الجماعي بالتعاون الايجابي والمشاركة الحقيقية في مسئولية اتخاذ القرار وتنفيذ القرار

هذه هي دعوتي المستمرة اكررها علي مسامعكم دون ملل لانها دعوة بناء الحاضر من اجل المستقبل دعوة الامل في الغد الجديد دعوة الحركة دون جمود دعوة الصحوة من اجل النهضة والنهضة هي نهضة مصرنا جميعا

لقد قام نصر اكتوبر علي دعائم عديدة من اهمها الايمان والتخطيط والاقدام وقبل ذلك كله انكار الذات وشعب مصر يملك هذه الدعائم دائما وشعب مصر هو الشعب الواحد امام الشدائد وشعب مصر من طبيعته ان يبني ويعمر متطلعا الي الافاق الجديدة

واجدر بنا في عيد اكتوبر ان نتذكر هذه المعاني وان نلتف حولها في موكب واحد وموكبنا يحمل رايات البناء والتعمير وزيادة الانتاج واصلاح الاخطاء وتوفير الموارد الجديدة وملاحقة تطورات العصر في كل مكان

واذا كانت انظار العالم متجهة الي مصر بكل الاحترام والتقدير لنضالها من اجل السلام فانها متطلعة ايضا الي مصر التي تبني مجتمعا يحقق العدل والفرصة المتكافئة سعيا الي الحياة الكريمة الجديرة بكل المواطنين

لسنا امام العالم بلد شعارات وهتافات ولسنا امام العالم دولة منعزلة غير مؤثرة ان مكانتنا رفيعة وعلينا ان نعلي هذه المكانة دائما

ايها الاخوة والاخوات اهنئكم جميعا بعيد اكتوبر وأرجو التوفيق والنجاح للجميع واسأل الله سبحانه وتعالي ان يعزز من جهودنا حتي يأتي عيد اكتوبر كل عام ونحن اقوي بناء ا وارفع شأنا وفقنا الله جميعا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته