عفاف الخياط الرتبة العسكرية \مقدم جيش
عدد المساهمات : 693 تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: كلمة الرئـيس محمد حسني مبارك بمناسبة أعياد أكتوبر المجيدة الخميس, 05 اكتوبر 2000 الخميس مايو 19, 2011 4:19 am | |
| * كلمة الرئـيس محمد حسني مبارك بمناسبة أعياد أكتوبر المجيدة | | الإخوة المواطنون
يتجدد فخار مصر بذكري السادس من أكتوبر العظيم ، الذي حقق فيه الشعب المصري واحداً من أعظم انتصاراته وأكثرها خلوداً علي مر التاريخ .. فردع العدوان .. وأعاد إلي الأمة ثقتها بنفسها .. وأثبت قدرة المصريين علي إنجاز عمل عسكري يتجاوز المستحيل ، يستند إلي شجاعة القرار ودقة الإعداد والتخطيط ، وبسالة الأداء والتنفيذ ، في ظل روح وثابة ، تجسد حب المصريين الجارف لوطنهم ، واستعدادهم الدائم لأن يبذلوا الروح دفاعا عن كل ذرة من ترابه كانت حرب أكتوبر عملا عسكرياً عبقرياً، أثبت بسالة الجندي المصري ، وقدرة العسكرية المصرية علي تحقيق مبادأة ذات طبيعة استراتيجية ، في ظل ظروف دولية معقدة أخلت بموازين القوي ، وجعلت معركة تحرير الأرض العربية ضرباً من المستحيل .. فاجتازت الإدارة المصرية كل هذه الظروف ، اعتمادا علي ثقة الشعب في قدرة قواته المسلحة علي التغلب علي أي عقبات ومواجهة أي تحديات وجسد قرار القتال الذي - اتخذه ابن مصر البار الرئيس الراحل أنور السادات إعلاناً لحرب أكتوبر -إرادة الوطن بأكمله فتجاوزت آثارها نطاقها الجغرافي إلي عمق التاريخ العسكري والسياسي للشرق الأوسط ، لما حفلت به من دروس مستفادة تتعلق بقضية الحرب والسلام
فقد حددت الحرب لنفسها ، ومنذ البداية أهدافاً واقعية ، نجحت نجاحاً باهراً في تحقيقها ، كان أولها إلزام إسرائيل بالتخلي عن أحلام الهيمنة والتفوق الأبدي ، وكان ثانيها دفع المجتمع الدولي للتحرك في اتجاه تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة علي أساس من تكافؤ الحقوق ، وتوازن المصالح ، والتزامات الأمن المتبادل لكافة دول المنطقة
الإخوة والأخوات كما كان لمصر التفوق في الحرب ، كان لها أيضا الريادة في السلام .. فكان للمبادرة التاريخية الشجاعة للرئيس الراحل أنور السادات بزيارة القدس الفضل في بدء التفاوض نحو السلام والاستقرار ، وعلي الرغم مما عانيناه من أوضاع شاذة ، وما انصب علينا من اتهامات ظالمة في أعقاب مؤتمر كامب ديفيد الأول عام 1978، وإبرامنا لمعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1997 ، فقد أثبت التاريخ للجميع بُعد رؤية مصر للسلام ، التي مكنتنا من استعادة سيادتنا علي كامل أرضنا ، بالحرب أولا ، وبالمفاوضات
ثانياً ، وأخيراً بالتحكيم الدولي لاستعادة آخر شبر من أرض مصر في طابا وأثق في أنكم تذكرون أن تفاوضنا في مؤتمر كامب ديفيد لم يكن من أجل مصر فقط ، وإنما كان لاستغلال ما ولده انتصار 6 أكتوبر من قوة دفع للتوصل لسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط ، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة علي كامل ترابها الوطني بعد فترة انتقالية قصيرة مدتها خمس سنوات ، علي النحو الذي تم النص عليه تفصيلاً في الإطار الأول من إطاري كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط ولم يؤثر ما تعرضت له مصر من ضغوط علي إثر توقيع اتفاق السلام علي سعيها الدائم للتوصل للسلام العادل والشامل علي المسارات الثلاثة ، الفلسطيني والسوري واللبناني ، فكان لنا دورنا المتميز في نجاح مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر عام 1991 الذي أرسي مبدأ > الأرض مقابل السلام < ، وكانت مساهماتنا بارزة في التوصل للعديد من الاتفاقات علي المسار الفلسطيني بداية بإعلان المبادئ الفلسطينية / الإسرائيلية الموقع في أوسلو في سبتمبر 1993 ، ومرورا باتفاق غزة / أريحا الموقع بالقاهرة في مايو 1994 ، واتفاق المرحلة الانتقالية الذي جرت مفاوضاته في طابا وتم التوقيع عليه في واشنطن في سبتمبر 1995 ، وقمة شرم الشيخ في مارس 1996 ، والمبادرة المصرية -الفرنسية من أجل السلام في مايو 1998 ، واتفاق قمة شرم الشيخ الثانية في سبتمبر 1999 ، وغيرها من الزيارات والاتصالات الثنائية مع الرئيس الفلسطيني ورؤساء الوزراء المتعاقبين في إسرائيل ، والهادفة لتقريب وجهات النظر والتوصل لاتفاق في أقرب فرصة ممكنة
وعلي الرغم من كل هذه المجهودات ، ومن الشوط البعيد الذي قطعه الجانبان في التفاوض ، فلم يتم التوصل بعد لاتفاق لوضع إطار لمعاهدة السلام ، وباتت عملية السلام بكاملها عرضة للجمود مرة أخري إنني آمل أن تسود الحكمة ، وينتصر العقل ، وتدرك كل الأطراف ، وخاصة إسرائيل ، إن فرض الأمر الواقع لا يصنع سلاماً عادلاً ، وان إكراه طرف علي إهدار حقوقه أو التنازل عنها لا يضمن سلاماً دائماً ، خاصة إذا ما مّس ذلك المقدسات الدينية التي تحتل مكانة متقدمة في نفس كل مسلم وكل مسيحي وكل يهودي . إننا نتطلع لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية في أقرب فرصة في إطار من التنفيذ الأمين لقرارات الشرعية الدولية ، وأولها قرارا مجلس الأمن 242 و 338 ، بشكل يعيد الأرض المحتلة عام 1967 لأصحابها ، ويضمن التنفيذ الكامل والأمين لمبدأ >الأرض مقابل السلام< الذي ارتضته الأطراف بإرادتها الحرة أساسا للتسوية
كما آمل أيضا أن تدرك إسرائيل أن التوصل للسلام علي المسار السوري يستلزم العودة لحدود 4 يونيو 1967 حسبما نص عليه قرارا مجلس الامن 242 و 338 دون الدخول في مراوغات لا طائل من ورائها ، إذ لن تقبل سوريا بعد أن انتظرت ما يقرب من 22 عاماً للتوصل لاتفاق سلام - بأقل من السيادة علي كامل أراضيها . وقد سعدت لقرار إسرائيل بالانسحاب الأحادي الجانب من جنوب لبنان ، وآمل أن تلتزم إسرائيل بدعم المصداقية التي أظهرتها في هذا المسار بعدم القيام بأي اختراقات علي الحدود ، وأن تمارس أقصي درجات ضبط النفس في مواجهة محاولات الاستفزاز التي قد يقوم بها أعداء السلام والتي لن نقبل أن يدفع لبنان أو شعب لبنان ثمنا لها إننا دعاة سلام حقيقي ، سلام يهيئ المنطقة لمصالحة تاريخية بين الدول العربية وإسرائيل، يقوم علي التعايش والاستقرار الآمن والتعاون المتبادل من أجل حياة أفضل تنعم بها كافة شعوب المنطقة ، ولكي يتحقق الاستقرار الآمن ، ونتفادي احتمالات الصدام العسكري بآثارها المدمرة علي الأجيال القادمة ، فلابد من أن يتزامن التوصل للسلام الشامل في المنطقة مع اتفاق يضمن تحقيق التوازن العسكري المنشود في مرحلة ما بعد السلام ، بشكل لا يسمح لأي طرف بالتفوق علي الطرف الآخر ، وأهم عناصر هذا التوازن هو إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل ، نووية وكيمائية وبيولوچية ، كأساس لتخلي كافة دول المنطقة ، بما فيها الدول العربية وإسرائيل ، عن حيازة هذه الأسلحة ، تأكيداً منها علي رغبتها في العيش في سلام واستقرار ، وعلي رغبتها في التوجه نحو آفاق جديدة من التنمية والرخاء بعيداً عن شبح الحرب الذي ظل يخيم عليها لسنوات عديدة
تحية للرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب وبطل السلام تحية لقواتنا المسلحة الباسلة التي حققت نصراً ساحقا ً في 6 أكتوبر المجيد وتحية لشهداء مصر الأبرار الذين بذلوا حياتهم في سبيل الوطن وتحية لشعب مصر العظيم الذي وقف وراء قواته المسلحة في الحرب ، وسعي نحو السلام العادل والشامل بكل عزم وإصرار
رعي الله الكنانة ، وحفظها من كل سوء ، وجعل من أبنائها ذخراً لها ، في السراء والضراء وحين البأس ، يلبون نداءها ، ويصونون حماها ، ويرفعون مكانتها بين الأمم ، كي تظل كما أرادها الله بلداً آمناً ومنارة نور وتقدم ، يُشع ضياؤها علي العالمين
وفقنا الله وإياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته المصدر http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=24944
| | |
{**صفحة جديدة 1} |
|
ماريال الرتبة العسكرية\عميد جيش
عدد المساهمات : 2039 تاريخ التسجيل : 19/06/2011
| موضوع: رد: كلمة الرئـيس محمد حسني مبارك بمناسبة أعياد أكتوبر المجيدة الخميس, 05 اكتوبر 2000 الأحد يوليو 10, 2011 3:20 pm | |
| * كلام رائع يبكي المستمع {**صفحة جديدة 1} |
|