ـ الإخوة المواطنون‏..‏
أتحدث إليكم في ذكري الثورة‏..‏ وأتوجه إليكم جميعا بالتهنئة‏..‏ في عيد مصر القومي‏.‏

كانت الثورة نقطة تحول في تاريخنا المعاصر‏..‏ وتعبيرا عن تطلع شعبنا للاستقلال والحرية والسيادة الوطنية والحياة الأفضل‏..‏ عبر مسيرة طويلة للعمل الوطني‏..‏ حمل رايتها بعد الثورة الرئيس جمال عبدالناصر ورفاقه‏..‏ ثم قادها الرئيس أنور السادات‏..‏ وأواصل من بعدهما تحمل مسئوليتها وأمانتها‏.‏

ـ الإخوة والأخوات‏..‏
تمر بنا الذكري السابعة والخمسون للثورة‏..‏ فنتوقف أمام ما شهدته مصر والشرق الأوسط والعالم من تحولات‏..‏ منذ خمسينيات القرن الماضي‏.‏

نتمعن فيما نتعامل معه من تحديات وأولويات جديدة‏..‏ في الداخل والخارج‏..‏ وما يطرحه كل ذلك من متطلبات تحقق تطلعات شعبنا‏..‏ تتمسك بثوابت لا نحيد عنها لقضايا وطننا وأمتنا‏..‏ وتتجاوب ـ في ذات الوقت ـ مع حقائق الظرف الإقليمي والدولي الراهن‏.‏

إننا نعيش فوق أرض الوطن واقعا جديدا‏..‏ بآماله وطموحاته‏..‏ بما حققه وما يسعي إليه‏..‏ ما يصادفه من مشكلات وصعاب‏..‏ وما يتطلع إليه من الحياة الأفضل والعيش الكريم‏.‏

نسعي جاهدين لدعم قضايا الداخل المصري‏..‏ بتحرك نشط وفاعل في الساحتين الإقليمية والدولية‏..‏ نعزز التعاون القائم مع أشقائنا في العالم العربي وإفريقيا‏..‏ نوسع علاقات المشاركة في منطقة المتوسط وأوروبا‏..‏ وعلاقاتنا الاستراتيجية بالقوي الكبري‏,‏ ندافع عن مصالحنا ومصالح الدول النامية‏..‏ بتجمعات الدول المتقدمة والمحافل الدولية‏..‏ ونمارس دورا رئيسيا إزاء قضايا منطقتنا وأزماتها‏.‏

إن استقرار الشرق الأوسط هو ركيزة النمو والتنمية‏..‏ لنا ولغيرنا‏..‏ وهو متطلب رئيسي من متطلبات أمن مصر القومي‏..‏ ويتصل اتصالا وثيقا بالوضع في منطقة الخليج العربي‏..‏ وأمن البحر الأحمر والسودان والقرن الإفريقي ومنابع النيل‏.‏

ستظل القضية الفلسطينية في ضمير مصر وقلوب المصريين‏..‏ فهي مفتاح السلام العادل والشامل‏..‏ وضمان تحقيق أمن واستقرار المنطقة‏.‏ سنواصل جهودنا من أجل فلسطين وشعبها‏..‏ سنواصل اتصالاتنا مع القوي الكبري والأطراف الإقليمية والدولية‏..‏ لكسر جمود عملية السلام‏..‏ بتحرك يضع الجميع أمام مسئولياتهم‏..‏ ويحذر من تداعيات تأخر السلام‏..‏ علي أمن واستقرار الشرق الأوسط‏.‏

ـ الإخوة والأخوات‏..‏
لقد كانت مصر دائما ـ وسوف تظل ـ صاحبة دور فاعل ومؤثر‏..‏ في منطقتها‏..‏ وفي دوائر تحركها في إفريقيا ومنطقة المتوسط‏..‏ وبين الدول النامية وغير المنحازة علي اتساع العالم‏.‏

نمارس هذا الدور بقاعدة راسخة‏..‏ من اعتبارات الحجم والموقع والإمكانات والمكانة‏..‏ وحققنا خلال السنوات القليلة الماضية‏..‏ دفعة قوية لاقتصادنا إلي الأمام‏..‏ تضيف لرصيدنا كقوة اقتصادية بازغة تحظي باعتراف وتقدير العالم‏..‏ تؤهلنا للمزيد من تعزيز دورنا الإقليمي والدولي‏..‏ وتضعنا علي مسار جديد‏..‏ في تعاملنا مع الدول الكبري والاقتصادات الناشئة‏.‏

صحيح‏..‏ أننا نواجه في الداخل المصري مصاعب وتحديات عديدة‏,‏ لكننا بما حققناه حتي الآن‏..‏ نثق بأننا علي الطريق الصحيح‏..‏ ونعلم أننا قادرون علي مواصلة النمو والتنمية‏..‏ وتطوير وتحديث مجتمعنا‏.‏

تلك هي قضيتنا‏..‏ وهي قضية مجتمع يتطلع لاستكمال مقومات قوته‏..‏ ويسعي لتحقيق نقلة نوعية‏..‏ تضمن لأجيال الحاضر والمستقبل مواصلة النمو والتنمية‏..‏ عاما بعد عام‏.‏

نسعي لذلك‏..‏ بمواصلة سياسات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي‏.‏ نسعي لذلك‏..‏ بالمضي في استكمال دعائم ديمقراطيتنا‏..‏ والتجاوب مع المعطيات الدولية الجديدة‏..‏ في عالم متغير‏..‏ لا مكان فيه سوي لمن يقتنص فرصه‏..‏ ويواجه تحدياته‏.‏

ـ الإخوة المواطنون‏:‏
إن حياة الشعوب والأوطان سعي واجتهاد وكفاح‏..‏ ومقدرات الأمم يصنعها فكر وسواعد أبنائها‏.‏ ونحن في مصر‏..‏ نستطيع أن نحقق لوطننا ومجتمعنا‏..‏ النقلة النوعية التي نسعي إليها‏.‏

وأقول لكم بكل الثقة واليقين‏..‏ إننا قادرون علي ذلك‏..‏ بعزم وتصميم المصريين‏..‏ وبما أعلمه عن معدن هذا الشعب وصلابته‏.‏

نعم‏..‏ لقد شهدت مصر تغيرات عديدة خلال الأعوام السبعة والخمسين الماضية‏..‏ علي أرضها‏..‏ وفي منطقتها‏..‏ والعالم من حولها‏.‏

ما لم ولن يتغير‏..‏ هو أصالة هذا الشعب‏..‏ وقدرة أبنائه علي مواصلة مسيرتهم نحو الغد الأفضل‏..‏ وتمسكهم بسيادة وطنهم وعزته واستقلال إرادته‏.‏

ما لم ولن يتغير‏..‏ هو وعي هذا الشعب بمحاولات النيل من وحدتنا الوطنية‏..‏ وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب والتطرف‏..‏ وما نواجهه من أزمات منطقتنا وتداعياتها‏.‏

ستبقي مصر غنية بكم‏..‏ بمسلميها وأقباطها‏..‏ بجيشها واقتصادها‏..‏ بعمالها وفلاحيها وطبقاتها الوسطي‏..‏ بمثقفيها ومفكريها وكتابها‏..‏ وبعراقتها وديمقراطيتها وتماسك مجتمعها‏.‏

ستظل مصر قوية ومنيعة بهذا الشعب‏..‏ نرفع جميعا رايتها‏..‏ نحمل الاعتزاز بها في صدورنا وأرواحنا‏..‏ ونحفظ في قلوبنا الولاء لها‏..‏ والانتماء للوطن‏.‏

كل عام وأنتم بخير‏..‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر

http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=25080