عفاف الخياط الرتبة العسكرية \مقدم جيش
عدد المساهمات : 693 تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: خطاب فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك في ذكري ثورة 23يوليو المجيدة الذكرى ال 42 الإثنين يونيو 06, 2011 3:25 am | |
| * الاخوة والاخوات
نحتفل اليوم معا بذكري ثورة يوليو المجيدة نتنسم بعضا من ذكراها العطرة ونستعيد بعضا من دروسها المستفادة واثقين في قدرة شعبنا العريق علي التمييز بين الزيف والصدق وبين الادعاء والحقيقة .
تعرضت يوليو علي امتداد تاريخها لحملات ظالمة من اعدائها تجنت علي انجازات ثورة انسانية عظيمة غيرت مجري التاريخ فلم تجد فيها الا عددا من الاجراءات الاستثنائية لجأت اليها الثورة حماية لاهدافها ومسيرتها .
تعرضت الثورة لاحكام مجحفة جائرة من بعض الذين يحسبون انفسهم عليها سعت الي تجميد نضالها الانساني الحي في قوالب صماء تعادي التطور وتخاصم روح العصر بدعوي الحفاظ علي قيم الثورة وتراثها لكن ثورة يوليو بقيت رغم الحملات الظالمة ورغم الاحكام المجحفة علامة مضيئة في تاريخ النضال الوطني دفاعا عن قيم الحرية والعدل والكرامة تلك هي ثوابت يوليو الخالدة التي لا يمكن ان تفني أو تندثر لأنها تجسد قيما عظيمة جاهد الانسان المصري علي طول تاريخه من أجل تحقيقها كانت ثورة يوليو تعبيرا عن تطلعات شعب عريق يتوق الي ان يستعيد مكانه تحت الشمسابيا كريما يصون استقلال ارادته وقراره يجاهد من أجل غد أفضل متحررا من قيود الاستغلال والقهر .
لم تكن ثورة يوليو مجرد طرح نظري عقائدي ولكنها كانت نضالا حيا لشعب يشق طريقه الي الحرية والكرامة في عالم تحكمه قيود الاستعمار والاستغلال جاءت الثورة المصرية المجيدة التي قادها وفجرها جمال عبد الناصر في الثالث والعشرين من يوليو عام 25 استجابة تاريخية لمتطلبات عصر جديد لاحت بوادره في أعقاب الحرب العالمية الثانية يدعو الي تحرير الشعوب المقهورة وتصفية الاستعمار وانهاء الاستغلال في كافة صوره .
قامت الثورة لكي تدعو الي علاقات بين الدول تقوم علي أسس أكثر مساواه وعدلا وتبشر بعالم يسمح بالتعايش الآمن بين جميع الامم كبيرها وصغيرها بعيدا عن مفاهيم السيطرة والهيمنة وتدعو الي التزام كل اعضاء المجتمع الدولي باحترام حقوق الشعوب واولها حقها في تقرير المصير وحقها في اختيار النظام السياسي والاجتماعي الذي تراه متفقا مع ظروفها محققا لاهدافها وامانيها المشروعة .
خاضت ثورة يوليو دفاعا عن مبادئها معارك ضارية في الداخل والخارج حتي استطاعت ان تصبح منارا وعونا لكل شعوب العالم الثالث في نضالها من أجل التحرر والاستقلال السياسي والاقتصادي وسعيها الي حياة كريمة .
وبرغم ان ثورة يوليو ولدت في أوج عصر الصدام الايديولوجي والحرب الباردة وصراع العقائد والافكار الا أنها رفضت ان تصبح اسيرة لقوالب نظرية جامدة تفرض نفسها علي واقع متجدد تتباين ظروفه ومراحله وفقا لظروف كل وطن واوضاعه .
رفضت ثورة يوليو ان تسجن حركتها في اطار العقائد النظرية الجامدة كي تبقي دائما كيانا ديناميكيا حيا يحفظ لنفسه حرية الحركة والاختيار والمبادأة تتعامل مع الواقع وفقا لمتغيراته وظروفه حتي لا تجد نفسها رهينة لافكار متحجرة او لجمود نظري يعزلها عن متغيرات الواقع الذي يتطلب المرونة والحيوية والفهم العملي لمقتضيات حرية الحركة دون تفريط في المباديء او الثوابت الاساسية .
تلك هي روح ثورة يوليو في جوهرها الصحيح بعيدا عن محاولات هؤلاء الذين يسعون في عصر تهاوت فيه العقائد والنظريات الي ان يسجنوا تجربة انسانية زاخرة وعظيمة مثل تجربة الثورة المصرية في قوالب جامدة .
الاخوة والاخوات
ثورة يوليو لم تقم علي اكتاف تجمع حزبي او فئوي ولم تكن نتائج عمل مجموعة عقائدية استولت علي تنظيم الضباط الاحرار في القوات المسلحة ولكنها كانت ثمرة لجهود ابناء مصر البررة فتية آمنوا بربهم حركتهم دوافع الوطنيةالمصرية غضبا من أوضاع الوطن وقد اوشكت علي الانهيار وتطلعا الي التغيير الشامل الذي كان مطلب كل الجماهير المصرية .
جنح الخيال ببعض الواهمين الذين لا يزالون يعانون من غشاوة البصر والبصيرة الي حد الادعاء بأنهم هم الذين خططوا لثورة يوليو وهم الذين نظموا كوادرها داخل القوات المسلحة متجاهلين وقائع تاريخ قريب تؤكده الوثائق والحقائق .
كانت الثورة المصرية عملا نضاليا وطنيا رواده وطلائعه هم الضباط الاحرار الذين حرصوا علي ان يحفظوا للثورة استقلالها بعيدا عن تيارات الحياة الحزبية التي كانت تعاني من التمزق والتحلل كي تجيء الثورة معبرة عن مشاعر الجماهير ومصالحها الحقيقية تعلو علي اي نظرة فئوية تخدم مصالح اقلية ولا تعبر عن الارادة الوطنية والشعبية .
ادت المعارك الضارية التي خاضتها الثورة دفاعا عن مبادئها وحماية لمسيرتها الي ظروف صعبة فرضت ان يظل تحديد الاولويات والخيارات الوطنية نابعا من رؤية قيادة الثورة التي التحمت بالشعب وانصهرت في كيانه حتي لم يعد هناك مجال للتفرقة بين ارادة القيادة وارادة الجماهير .
كان الهدف ان تتمكن الثورة من تحصين نفسها من مؤامرات الداخل وضغوط الخارج وان تنجح في تنفيذ برنامجها الشامل الذي غير وجه الخريطة الاجتماعية لمصر وغير وجه الخريطة السياسية للعالم العربي .
سلكت ثورة يوليو طريقها في ظل خيارات محددة فرضتها حقبة الخمسينات والستينات التي شهدت تصاعد الحرب الباردة وزيادة ضغوط الاستقطاب الدولي وتزايد حدة الصراع بين العملاقين علي مناطق النفوذ في العالم
من هنا يجب علينا ان نأخذ بعين الاعتبار عند التعرض للثورة واستذكار سيرتها العطرة ان الخيارات الاساسية التي ارتضتها الثورة كانت هي الخيارات المتاحة في تلك الحقبة لان العمل الثوري الاصيل لا يتم بمعزل عن البيئة الاجتماعية التي يتحرك في نطاقها ولا يتم بمعزل عن الظروف التاريخية التي يعايشها كي يخرج الي النور مسلحا بالقدرة علي التكيف مع ظروف الواقع واحواله المتجددة .
اننا نستطيع ان نستخلص من هذا الفهم الصحيح لمسار ثورة يوليو عددا من الحقائق الهامة يصعب ان يختلف عليها احد:
اولا : انه ليس من الانصاف بعد مرور اكثر من 40 عاما علي ثورة يوليو ان نعيد تقييم اعمال الثورة او ان نحاسب رموزها كما لو ان الثورة قامت في نهاية القرن العشرين او انهم عاشوا في بيئة تماثل البيئة التي نعيشها الان ونحن علي اعتاب القرن الحادي والعشرين .
لقد شهد الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي منذ قيام الثورة وحتي الآن تغييرات وتحولات كبري ولم تكن هذه التغييرات الجذرية قاصرة علي الصعيد المحلي بل لعلها ظهرت بشكل اكثر كثافة وعمقا وخطورة علي الصعيدين الاقليمي والدولي .
وقعت احداث جسام غيرت اوضاع عالمنا الراهن علي نحو جذري واسفرت عن بيئة دولية جديدة تختلف تماما عن عالم الخمسينات والستينات ، فرضت هذه المتغيرات الجديدة بأحداثها وآثارها علي المحللين المدققين ان يؤكدوا أن العالم قد اصبح محكوما الان بمجموعة جديدة من القيم والمباديء .
ثانيا : انه ليس من الوفاء للثورة ان يصر بعض الذين يحسبون انفسهم عليها بالحق او بالباطل علي ان يشدوا الوطن الي الوراء بدعوي التمسك بالمفاهيم والممارسات التي انتهجتها الثورة مع بدايتها في منتصف القرن العشرين وكأن شيئا لم يحدث منذ هذا التاريخ وكأن عجلة الزمن قد توقفت عن الدوران والحركة .
هؤلاء يسيئون الي الثورة بل ويضربونها في الصميم حين يزعمون ان التاريخ قد توقف عند الستينات او ان عقارب الساعة يمكن ان تعود الي الخلف لاختلاق واقع وطني وقومي ودولي مشابه لما كان قائما في منتصف القرن العشرين او افتعال معارك وهمية لايربطها بواقعنا الجديد ادني صله ولا هي واردة اصلا في وعي الجماهير .
ليس هذا وفاء للثورة وانما يتحقق الوفاء بان نتجه بأبصارنا وأفكارنا صوب الحاضر والمستقبل لان سنة الحياة هي التطور والتجديد ولان التاريخ في حركة مستمرة ولأن الثورة ليست ارثا يراد له ان يكون وقفا علي فئة قليلة وحكرا علي من يحسبون انفسهم عليها لمجرد انهم اضطلعوا بأدوار في بعض مراحلها .
الثورة بطبيعتها كيان حي متجدد وتراث انساني خصب تملكة جماهير الشعب وليست ميراثا يعبث به الاعداء تارة والادعياء تارة اخري يسخرونه لخدمة اهداف صغيرة لاتمت بأي صلة لقيم الثورة لانها تتناقض مع اهداف الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة والحافظة لها في الوجدان الشعبي العام والقادرة علي تحويلها الي طاقة مستمرة تلهم الحركة الوطنية وعيها المتجدد .
ثالثا : ان الفهم الصحيح لابعاد ثورة يوليو يفرض علينا ان نكون جزء من حركة التاريخ وان نكون طرفا مشاركا في صياغة عالمنا المعاصر نمارس فيه دورا فاعلا ومؤثرا لايقف عند حدود التغني بالماضي وامجاده عجزا عن معايشة الحاضر او استشراف المستقبل .
سنة الحياة هي التطور والتاريخ في حركة مستمرة وحنين البعض الي الماضي لايصح ان يعمينا عن حقائق واضحة لم تصبح بعد في طي النسيان وأول هذه الحقائق انه لو كانت مصر تنعم بالحرية والاستقلال والعدالة او بالكرامة والمساواه بين كل المصريين قبل 1925 لما قامت الثورة ولما لقيت هذا التأييد الشعبي الجارف ولما تمكنت من تحقيق التحولات الكبري التي انجزتها في الداخل والخارج .
رابعا : لايستطيع احد ان ينكر ان الثورة شأنها شأن اي عمل انساني تحوي الي جوار الممارسات الصحيحة بعضا من الممارسات الخاطئة لكن اي وطني منصف يحترم الحقيقة يستطيع ان يدرك ببساطة الفارق الكبير بين ثوابت الثورة ومتغيراتها وبين المباديء الاساسية التي تشكل القيم الجوهرية للثورة والاهداف المرحلية التي قد تتطلب مرونة الاداء وحرية الحركة .
فأما الثوابت فتتمثل في تحرير الارادة الوطنية وتخليص البلاد من السيطرة الاجنبية والسعي الي تحقيق العدالة الاجتماعية حرصا علي تماسك المجتمع والانحياز الي مصالح الجماهير الغفيرة من ابناء الشعب .
هذا علي الصعيد الوطني أما في الدائرة الأوسع فقد تمثلت ثوابت الثورة في تجميع كلمة العرب وتوحيد صفوفهم انطلاقا من وحدة الهدف والمصير ادركت الثورة في .. مرحلة مبكرة الارتباط بين مصير الامة العربية ومصير عالمنا الثالث فوقفت بثبات وقوة توءازر كفاح شعوب الدول المتوسطة والصغيرة من اجل الاستقلال والتقدم في عالم مليء بالتحديات والعقبات .
الأخوة والأخوات
سوف تظل هذه الثوابت في مقدمة اهدافنا الوطنية لانها جزء من وجدان الجماهير المصرية ولانها اهداف مشروعه لايملك احد ان يشكك في عدالتها وسلامتهااما المتغيرات فمتجدده متطورة بطبيعتها وفقا لحركة التاريخ ومتغيرات الواقع بل ان اي محاولة لتحويل هذه المتغيرات الي قوالب جامدة صماء هي في الحقيقة اساءة بالغة لثورة يوليو وفكرها وتاريخها لانها تعني الخلط بين الثابت والمتغير وبين الايجابيات والسلبيات كما انها تكشف العجز عن التفرقة بين الاهداف الاستراتيجية والتحركات المرحلية التي قد تمليها المصلحة الوطنية في منعطف تاريخي معين .
لهذه الاسباب مجتمعه رأيت ان الامر يقتضي ان ندعوا الي حوار وطني تشارك فيه كل العناصر القادرة علي الاسهام في بلورة الاهداف القومية الكبري لمصر في الحاضر والمستقبل .
يتطلب هذا بالضرورة ان نتحلي برؤية مستقبلية عميقة وشاملة تتمتع بالقدرة علي فك اسار الماضي والنفاذ الي الحاضر والمستقبل وعلي وضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار .
اننا نشعر ان القرن القادم سوف يحمل الينا من التحديات بقدر مايتيحه لنا من الفرص والامكانات وان التغيير فيه سوف يتم بمعدلات غير مسبوقه ولايستقيم معها ان نجلس في اماكننا انتظارا لما تجود به المقادير وما تأتي به الايام .
سوف تشهد الانسانية سباقا محموما من اجل التطور والتقدم ولن يفوز في هذا السباق الا اولو العزم والرؤية والجسارة الذين يجمعون بين القدرة علي التصور الفكري والابداع النظري من جانب والاهلية لتحويل هذه الافكار والاحلام الي برامج وحلول عملية من جانب آخر بحيث تستجيب للاحتياجات الحقيقية للجماهير ولاتبقي اسيرة للشعارات التي تجاوزتها التطورات والاحداث .
يتوازي مع هذا الاهتمام بالتفكير في مصر الغد ايماني الجازم بأن تعميق الديمقراطية .. فكرا ومنهجا وممارسة .. هو فريضة وطنية علينا جميعا ان نتجرد في خدمتها وادائها في شتي مراحل التطور بحيث لانتصور .. في لحظة معينة .. انها قد اكتملت واينعت او انها يمكن ان تقوم علي اكتاف فئة معينة دون اخري .
الديمقراطية بطبيعتها يجب ان تكون محصلة لجهد شعبي شامل يظل قادرا علي مواكبة التغيرات التي يشهدها المجتمع علي كافة الاصعدة المحلية والاقليمية والعالمية .
بعبارة اخري فالديمقراطية يجب ان تكون علي الدوام منهجا متجددا لايتوقف ولايتجمد لانه يعبر عن واقع هو في حالة حركة دائمة وليست المسألة متعلقة بأعطاء جرعات منها في هذه المرحلة او تلك وانما هي تتعلق في المقام الاول بتحديد المسار الملائم للحركة الديمقراطية في اطارها العام .
معيار الديمقراطية هو جوهرها ومضمونها الذي لايتوقف عند اشكال او قوالب معينة سواء كانت موروثة من الماضي بتجاربه وعثراته او مستوردة من الخارج يراد لها ان تكون مقحمة علي بيئة لاتوفر لها التربة الخصبة للنمو والازدهار .
من هذا المنطلق كان حرصي .. منذ البداية .. علي توسيع دائرة المشاركة في الحوار بحيث يكون المجال مفتوحا امام كل من يجد في نفسه القدرة علي الاسهام فيه برأي او قول والرغبة في التعبير عن رؤية وبذلك لاتقتصر المشاركة علي فئة تناصر اتجاها معينا او تتعصب لرأي دون اخر وانما يكون مجال الاسهام في البناء فسيحا امام اصحاب الرؤي المختلفة مهما بلغت هوة الخلاف وتباعدت المنطلقات .
كان تقديري .. ولايزال .. ان السواد الاعظم من ابناء هذا الشعب العريق الذي جبل علي الوطنية وفطر علي التضحية من اجل مصر الخالدة لايمكن ان يتخلف عن ركب العمل الوطني اذا سنحت له الفرصة الصادقة للبذل والعطاء .
ولذا كان اهتمامي بابراز هذه المعاني دون لبس او غموض في الكلمة التي القيتها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني في الاسبوع الاخير من الشهر الماضي اذ دعوت تلك النخبة من ممثلي كافة قوي المجتمع وتياراته السياسية ورموز الفكر والثقافة الي طرح مايعن لهم من افكار واراء والتعبير عن امالهم واحلامهم لمصر في القرن الحادي والعشرين .
عبرت عن املي في ان يجري هذا الحوار الحر والصريح ملتزما بالمصلحة القومية العليا متجردا عن المصالح الانانية مترفعا عن المصالح الحزبية ومنطق المكاسب والمغانم وفي هذا فليتنافس المتنافسون فكلنا مصريون متساوون في الحقوق والواجبات ملتزمون بالسهر علي مصالح الوطن المفدي في يومه وغده الي ان تحين الساعة .
انعقد المؤتمر يوم 25 يونيو وسط اجواء طيبة وفي مناخ ايجابي يبعث علي الامل وكان واضحا منذ البداية ان اغلبية المشاركين قد جاءوا الي قاعة الحوار والنقاش بالروح التي كنا نأملها روح العقل المفتوح والرغبة الصادقة في الاضافة الي رصيد العمل الوطني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر والعالم .
توفر للحوار الوطني مايشبه الاجماع علي الحضور من ممثلي كافة القوي والتيارات السياسية والفكرية سواء من اقطاب الاحزاب والمؤسسات الدستورية ام من قادة الفكر في الجامعات والمجالس القومية المتخصصة ومراكز البحث ورجال الاعلام والكتاب والنقابات المهنية والعمالية والتعاونيات الزراعية ورجال الاعمال وممثلي المرأة والشباب .
جاء المؤتمر بهذا التشكيل الواسع المعبر عن النسيج السياسي والثقافي والاجتماعي لهذا الشعب اقرب مايكون الي التمثيل المرتجي والمأمول لانه عبر بصدق عن ابرز الملامح في خريطة المجتمع المصري المعاصر .
ولاينال من خلال هذه الصورة ان البعض قد احجم عن المشاركة منذ اللحظة الاولي لاسباب ربما كانت راجعة الي الاصرار علي فرض رأي هو في التحليل الاخير رأي اقلية علينا ان نقدره ونتيح له الفرصة ولكن ليس من المنطقي او المقبول ان نسمح له بأن يفرض نفسه علي الاغلبية الساحقة التي لم تسع ابدا الي فرض شروط مسبقة للحوار فتلك ذروة التناقض في المفاهيم والممارسات وهذا هو نقيض الديمقراطية في جوهرها واساسها .
في النهاية نعود فنقرر اننا لاننكر علي اصحاب هذا الموقف حقهم في اتخاذه لهذه الاسباب او غيرها فتلك مسألة ترجع الي ضمير كل مواطن وتتعلق بحريته في اتخاذ الموقف الذي يراه دون معقب او حسيب .
تابعنا باهتمام كبير المناقشات التي دارت في المؤتمر ولجانه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكان ارتياحنا كبيرا للروح التي سادت النقاش وهي روح تميزت بالموضوعية والايجابية والاستعداد للتفاعل مع اراء الاخرين والتعرف علي مواقفهم ودوافعهم دون انغلاق او حجر او قيد ودون اصدار الاحكام المسبقة فالرأي يقيم بما يحمله وما يضيفه وليس بمن قاله وتبناه .
اننا جميعا في قارب واحد ولن يتحول شعب مصر ابدا الي فرق شتي وفصائل متناحرة تنفصم بينها العري وتتقطع الاوصال ، ويسرني ان اقرر ان التمسك بهذه الروح في الحوار يعتبر فضيلة تحسب لكل من شارك فيه دون استثناء لان هذا العمل بطبيعته عمل جماعي لايتحقق بالعزف المنفرد والتحرك خارج نطاق الجماعة .
ولعلكم لاحظتم انني لم اطرح علي المؤتمر اية اوراق او مقترحات محددة وانما اكتفيت بطرح تصوري العام للهدف من عقد المؤتمر واجراء الحوار .
لقد فضلت هذا حتي تكون الحرية كاملة لكل المشاركين لكي يبدأوا من النقطة التي يختارونها دون التقيد بأي فكرة مسبقة ودون الشعور بأدني حساسية وبذلك يأتي الحوار في مساره ومحصلته معبرا عما يصدر عن قرائح المشاركين وضمائرهم .
وفي نفس السياق لابد انكم لاحظتم ان ممثلي حزب الاغلبية لم يكونوا ملزمين بتوجيهات او مقيدين بمواقف معينة وانما ترك لهم المجال فسيحا لابداء ارائهم وطرح رؤاهم بوحي من ضمائرهم وبحكم خبراتهم وتجربتهم وعلي اساس ان ولاءهم الاسمي هو لمصر التي هي في خاطرنا في يومنا وغدنا وهي الهدف والامل والرجاء .
تبين من المناقشات التي دارت في لجان المؤتمر انه كانت هناك حاجة فعلية الي التعرف علي اراء الاخرين والاسباب التي تدعوهم الي اتخاذ مواقفهم بدلا من الاعتماد علي افتراضات ثبت في كثير من الاحيان انها غير دقيقة تقوم علي الحدس والتخمين او تصدر عن انحياز في النفس يظل من طبيعة البشر . ولذلك فقد كان الحوار فرصة سانحة للتعرف علي حقيقة الاراء والرؤي والمواقف وتبين خلفيتها والمقومات التي تسببت في تشكيلها وصياغتها .
ودون اي انتقاص من المحاولات التي بذلت في الماضي لاجراء مثل هذا الحوار في فترات كانت لها ظروفها ومعطياتها فيمكن القول بكل اخلاص وتجرد ان الاسلوب الذي دار به الحوار في هذا المؤتمر ولجانه كان حدثا غير مسبوق في تاريخنا المعاصر أوهو علي الاقل خطوة متقدمة علي الطريق سواء في ضوء شموله لكافة التيارات والفئات التي تتمتع بالتواجد الشرعي علي الساحة او من حيث عدم تقييد الحوار بأي رؤي او مسلمات يمكن ان تشكل قيدا علي حرية الفكر والحديث فيه من بدايته الي نهايته .
كان شعور المشاركين في الحوار ان دورهم جميعا مطلوب واسهامهم ضروري في هذا المنعطف الدقيق الذي يتقدم فيه العالم بخطي واسعة نحو قرن جديد حافل بالاحلام والامال وبالمخاوف والتحديات علي حد سواء .
كان بديهيا ان يؤدي هذا الحوار الي محصلة ايجابية من التوصيات والاقتراحات الهادفة التي غطت كثيرا من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، تطرق الحوار الي كثير من دروب الحياة علي ارض الكنانة وغاص في عمق اهتمامات المواطن المصري الغيور علي مصلحة وطنه وامته ولم يستبعد من دائرته مجالا من المجاملات .
ان التوصيات والاقتراحات التي انتهي اليها المؤتمر يمكن ان تشكل اضافة ملموسة علي طريق العمل الوطني ورأيا يستحق ان يؤخذ بعين الاعتبار والتقدير في الفترة القادمة في اطار المصلحة العامة .
كان الحوار ممارسة حضارية حققت الكثير من الامال التي عقدناها عليه وان كان المجال لازال متسعا لمزيد من الاضافة والتطوير بما يستجيب للاحتياجات المتزايدة والظروف المتجددة وهو ما يقتضي ترك الباب مفتوحا لمزيد من الاجتهادات والمساهمات وخاصة في مجال الرؤي المستقبلية التي تفتح امامنا افاقا لاتنتهي ولا تتوقف وتتطلب منا اضافة وتجديدا في كل يوم ولحظة وبالذات من الاجيال الجديدة الصاعدة التي سوف تتحمل الجانب الاكبر من المسئولية خلال سنوات لن تطول تلك هي مسئوليتنا تجاه الارض المقدسة والوطن المفدي .
وهذا عهدنا والتزامنا امام الله وامام جماهير الشعب عمل دائب ليل نهار في سبيل الله والشعب وجهد متصل لاينقطع لاعلاء البنيان وترسيخ الكيان وتواصل لازم في مسيرة العمل الوطني لا انقطاع فيها ولاجمود ، هكذا تتتابع الاجيال ويتحقق تجديد شباب مصر وتنتقل شعلة الكفاح بين سواعد الفتية والعقول المشرقة في كل صوب فلا تنطفيء ولا تحترق ، هكذا تتحقق وحدة حركة التقدم وتتكامل حلقات التاريخ الوطني فلا تنكر للماضي ولاتجاهل للحاضر ولا عجز عن النفاذ الي المستقبل .
سوف تظل ثورة يوليو حية في الوجدان المصري والعربي وفي ضمير مئات الملايين من المناضلين في العالم الثالث بل والاحرار في كل مكان .
ستظل ثورة يوليو خالدة بمبادئها واهدافها النبيلة وانتصارتها الكبري في عصر كانت معظم شعوب العالم الثالث ترزح فيه تحت ويلات القهر والعبودية .
ستظل ثورة يوليو باقية علي مر العصور ذكري عطرة لحدث مصري عظيم فتح الطريق لعصر جديد جعل التنمية والتقدم حقا اساسيا من حقوق الانسان المصري0ستبقي الثورة ماثلة امامنا درسا مستمرا للاجيال المصرية بسيرتها النضالية وقدرتها علي المواجهة والتحدي وحيويتها الفائقة في تصحيح مسارها وتجديد مسيرتها .
وسوف تحيا ثورة يوليو المجيدة نموذجا فريدا للثورة البيضاء تمثل للملايين في كل مكان طاقة للابداع والعمل الخلاق .. في ظل العزة والكرامة الانسانية .. من اجل غد افضل لبلدنا العزيز .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته {**صفحة جديدة 1} |
|
جمال مبارك الرتبة العسكرية\نقيب جيش
عدد المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 18/04/2011
| موضوع: رد: خطاب فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك في ذكري ثورة 23يوليو المجيدة الذكرى ال 42 الإثنين يونيو 06, 2011 6:55 am | |
| * وحشتنى يا ريس وحشتنى اوى فراقق زى فراق والدى رحمه اللة ربنا يفك كربك ياريس {**صفحة جديدة 1} |
|
ماريال الرتبة العسكرية\عميد جيش
عدد المساهمات : 2039 تاريخ التسجيل : 19/06/2011
| موضوع: رد: خطاب فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك في ذكري ثورة 23يوليو المجيدة الذكرى ال 42 السبت يوليو 09, 2011 1:57 pm | |
| * والل يا أخ جمال مبارك الرئيس وحشنا كلنا وميته لشوفو بخطب خطاب بهادا الشكل...يا رب فرج كرب الرئيس وعائلته يا رب {**صفحة جديدة 1} |
|