عفاف الخياط الرتبة العسكرية \مقدم جيش
عدد المساهمات : 693 تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: خطاب الرئيس محمد حسنى مبارك للامة بمناسبة احتفالات أكتوبر الاربعاء, 02 اكتوبر 2002 الخميس مايو 19, 2011 5:47 am | |
| * الاربعاء, 02 اكتوبر 2002 | <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=600 border=0>
<TR> <td> <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0>
<TR> <td class=style1>خطاب الرئيس محمد حسنى مبارك للامة بمناسبة احتفالات أكتوبر </TD></TR> <TR> <td> </TD></TR> <TR> <td>الأخوة المواطنون .. الأخوة والأبناء ، ضباط وجنود القوات المسلحة
سوف يظل يوم السادس من أكتوبر واحدا من أعظم أيام مصر وأكثرها خلودا ، نحتفل فيه علي مر التاريخ بذكري هذا النصر العظيم ، الذي صحح أوضاع النكسة ، وقهر إرادة عدوان غاشم تتسلط عليه أطماع السيطرة والتوسع ، وأعاد الإعتبار للوطن وإسترد له كرامته ، ووضع أكاليل الغار فوق هامة قواتنا المسلحة ، التي إستعادت في هذا اليوم المجيد شموخها وثقتها بنفسها ، بعد أن تمكنت من إنجاز ملحمة عسكرية رائعة ، قهرت المستحيل ، وردعت قوي العدوان ، وأنهت حالة اللاسلم واللاحرب ، وغيرت علي نحو جذري الموقف في منطقة الشرق الأوسط ، وأثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين علي إنجاز عمل عسكري جسور ، يستند إلي شجاعة القرار ، ودقة الإعداد والتخطيط ، وبسالة الأداء والتنفيذ ، ويضمن مبادأة ذات طبيعة إستراتيجية توجت تضحيات الشعب المصري وتضحيات قواته المسلحة بنصر مبين سيظل موضع فخار الأجيال القادمة .
وعلي كثرة أحداث مصر الجسام ، وعراقة تاريخها المشحون بأيام مشهودة ، يتسامي يوم السادس من أكتوبر في رفعته علي كل الأيام والأحداث ، ليصبح أكثر أيام مصر خلودا ورفعة ، وأعظمها قيمة وأثرا .. ففي هذا اليوم العظيم ، انتصرت إرادة التحدي ، وخاض الشعب المصري بنجاح باهر معركة حياة ومصير ، بعد أن رفض الهزيمة ، ورفض الرضوخ للأمر الواقع ، وصمد لمحاولات عديدة ـ إستهدفت تكريس اليأس وتثبيط الهمم ، وقاوم بعناد مخططات تواطؤ دولي واسع ، حاولت إضعاف قدرته علي تحرير أرضه .. فصمم علي أن يخوض معركة المصير ، معتمدا علي اللّه ، واثقا في قواته المسلحة ، تملأه ثقة عظيمة بأن شجاعة الرجال سوف تعوض نقص السلاح والعتاد ، وأن النصر سوف يكون حليفه ، لأنه يخوض حربا شريفة ، لم يعد هناك مفر من خوضها ، صونا للعرض ، وثأرا للكرامة ، ودفاعا عن الوجود .
لم يقع الشعب المصري في مصيدة الصراعات الداخلية ، ووقف إلي جوار قواته المسلحة وقفة رجل واحد ، يشد أزرها ، ويدعم قدراتها ، ويضع مطلب تحرير الأرض فوق كل المطالب والأولويات ، إلي أن حطمت أسطورة القوة التي لا تقهر ، وهدمت نظريات الأمن التي إستندت إلي تلك القوة ، وأسقطت كافة الحواجز والمانع والخطوط التي أقيمت لتعيق تصميم الشعب علي تحرير أرضه ، مما أكد للجميع أن التفوق العسكري ليس حكرا علي طرف دون طرف ، وأن براعة التخطيط العسكري المصري ، وبسالة المقاتل المصري ، وإيمانه بشرف الأهداف التي يقاتل من أجلها كانت أقوي وأكبر من الفارق في القدرة والتقدم في المعدات والعتاد . أثبتت حرب أكتوبر أن عدوان القوة لا يحمي أمنا ، ولا يضمن إستقرارا ، وأن التفوق العنصري وهم وخيال ، كما أثبتت أيضا أن الأوضاع الدولية - مهما بلغت سطوتها - لا تستطيع أن تصد شعب عن تحقيق آماله المشروعة ، أو تجبره علي قبول الظلم والعدوان ، أو تدفعه إلي قبول أمر واقع يجترئ علي حقوقه المشروعة ، لأن إرادة الشعوب أكبر كثيرا من قوي القهر والتسلط مهما عظمت . كانت نتائج حرب أكتوبر علي مستقبل الشرق الأوسط حاسمة ، لأنها أكدت إستحالة سياسة فرض الأمر الواقع ، وإستحالة إستمرار حالة اللاسلم واللاحرب ، وإستحالة إحتكار التفوق العسكري ، وإستحالة إجبار شعوب المنطقة علي قبول الاحتلال .. كما أثبتت أيضا أن الأمن الحقيقي لا يضمنه التوسع الجغرافي علي حساب الآخرين ، ولا تضمنه دعاوي القوة وممارساتها مما يكن صلفها ، ولا تضمنه محاولات كسر إرادة الشعوب كي تقبل بالأمر الواقع .
الأبناء الضباط والجنود
الأخوة والأخوات
لقد بلورت حرب أكتوبر المجيدة إرادة السلام في منطقة الشرق الأوسط ، وفتحت أبواب المصالحة التاريخية بين الطرفين العربي والإسرائيلي ، وأعطت الأمل في إنهاء دوامة الحرب والدمار التي إستنزفت طاقات المنطقة لأكثر من نصف قرن من الزمان ، وفتحت أبواب الأمل لسلام شامل وعادل بين كافة دول المنطقة ، يقوم علي مبادئ واضحة إستندت إلي الشرعية الدولية ووافقت عليها كل الأطراف . وكانت الدول العربية سباقة في سعيها للسلام باعتمادها بالإجماع للمبادرة العربية في قمة بيروت لجامعة الدول العربية ، التي أكدت فيها علي اتخاذها للسلام كخيار إستراتيجي ، والتي طرحت من خلالها رؤيتها المتكاملة للسلام العادل والشامل القائم علي انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 بما في ذلك الجولان السوري وباقي الأراضي اللبنانية المحتلة - وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة علي كامل الضفة الغربية وقطاع غزة ، والتوصل لتسوية لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين كأساس لإقامة علاقات طبيعية بين كافة الدول العربية وإسرائيل .
وعزز من السعي العربي نحو السلام المبادرة التي تقدم بها الرئيس الأمريكي لتسوية المشكلة الفلسطينية ، والتي طرحت لأول مرة رؤية أمريكية واضحة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة جنبا إلي جنب مع دولة إسرائيل ينعم كل منهما بالأمن والاستقرار داخل حدوده الدولية المعترف بها بحلول عام 2003 ، في إطار خطة متكاملة تقوم علي تنفيذ عدد من الالتزامات المتبادلة والمتوازية تهدف لتهيئة المناخ لتحويل السلطة الفلسطينية إلي حكومة فلسطينية قادرة علي بسط سيطرتها علي كافة أراضي الدولة الفلسطينية المقترحة من جهة ، ولتحقيق الأمن والاستقرار الذي طالما سعت حكومة إسرائيل دون جدوي لتحقيقه عن طريق قمع وإذلال الشعب الفلسطيني وقيادته من جهة أخري وعلي الرغم من الدعم والتأييد الدوليين لكل من المبادرة العربية والمبادرة الأمريكية ، والذي تمثل في نشاط سياسي مكثف في النصف الأول من هذا العام ، ساهمنا فيه بهمة ونشاط مع كل من الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة وباقي القوي العربية والدولية المحبة للسلام ، إلا أن إسرائيل رفضت الانصياع لنداء السلام ، وأصرت علي تحقيق الأمن بالسبل العسكرية والقمعية كشرط للدخول في أي مفاوضات أو تسوية سياسية ، واستغلت الحملة الدولية المتصاعدة ضد الإرهاب ، للمطالبة بتغيير القيادة الفلسطينية المنتخبة شرعيا في مخالفة لكافة المباديء الديمقراطية التي تتشدق بها في كل حين .
ومضت إسرائيل في غيها غير عابئة باعتراض المجتمع الدولي فأعادت إحتلال أراضي السلطة الفلسطينية وحاصرت القيادة الفلسطينية المنتخبة وقطعت عنها كافة السبل التي يمكن أن تقوم من خلالها بالسيطرة علي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وقضت علي كافة محاولات السلطة الفلسطينية للسيطرة الأمنية ولتحجيم أنشطة المنظمات والحركات التابعة لها بل واختارت التصعيد كسياسة في التعامل مع الشعب الفلسطيني مما أدي لمأساة إنسانية حقيقية يتعرض لها الآن الشعب الفلسطيني الشقيق .
وساعد إسرائيل علي الاستمرار في عدوانها علي الشعب والقيادة الفلسطينية غياب المعارضة الدولية الفاعلة لما تقوم به من عدوان بل وغياب رؤية تفصيلية واضحة لتنفيذ المبادرة الأمريكية بإقامة الدولة الفلسطينية ، مما جعل إسرائيل تستغل ذلك للسعي نحو فرض تغييرات وإصلاحات في قيادة السلطة الفلسطينية وأسلوب عملها في المجالات المختلفة لا يقابلها تنفيذ لأي التزام مقابل بالانسحاب إلي حدود 28 سبتمبر 2000 ،أو وقف بناء المستوطنات أو بالدخول في مفاوضات سياسية تعيد الأمل للشعب الفلسطيني ، وتسهم في نفس الوقت في تهدئة الوضع علي الأرض . ومما يدعو للأسي أن بعض القوي الفاعلة إنقادت لهذا التصور الإسرائيلي الذي من شأنه أن يدمر عملية السلام ويقضي علي كافة الفرص التي وفرتها المبادرات المطروحة للتوصل لتسوية شاملة تحقق مصالح جميع الأطراف .
ومحصلة ذلك أننا نشهد الآن تراجعا خطيرا في عملية السلام ، كما نشهد تراجعا أكثر خطورة عن الإلتزام بمباديء التسوية الشاملة ، يهدد مصير منطقة الشرق الأوسط ويشعل فرص العنف المتبادل ، ويزيد من حجم الكراهية بين شعوب المنطقة لأجيال قادمة ويهدد فرص أمنها وسلامها واستقرارها .
إن مسيرة السلام في الشرق الأوسط التي كانت إحدي نتائج حرب أكتوبر المجيدة، والتي فتحت أبواب التفاوض علي كل المسارات علي أساس قرارات مجلس الأمن 242 و 338 ومبدأ " الأرض مقابل السلام " هذه المسيرة العظيمة تتعرض الآن لمخاطر جسيمة تهددها بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تستند فقط إلي استخدام القوة لمحاولة تحقيق أهدافها والتي تمارس في تحد صارخ لكل ماتم التوصل اليه من إتفاقات وتفاهمات - نوعا من العقوبات الجماعية الغير إنسانية علي الشعب الفلسطيني تغتال الناشطين وتنفي عائلاتهم وتهدم المنازل وتقتلع الأشجار وتدمر المخيمات وتعيد إحتلال المدن والقري الفلسطينية وتفرض عليها سوراً قاسياً من الحصار وحظر التجول ، وتخلق بذلك كله مناخا خطيرا يزيد فرص اليأس والقنوط ، ويشجع علي إستمرار العنف المتبادل ، ويضعف قوي الاعتدال والسلام علي الجانبين لصالح القوي الأكثر تطرفا . وتخطيء إسرائيل مرة أخري إذا ما ظنت أن هذه السياسات ستعيد لها الأمن المنشود ، أو ستخضع الشعب الفلسطيني حتي يذعن لمطالبها ، فإذا ما كانت الحملات العسكرية المتتالية علي الشعب الفلسطيني الأعزل تحقق بعض الهدوء النسبي في أعمال العنف ، فإنها تضاعف في نفس الوقت من مشاعر الكراهية والبغضاء تجاه حكومة وشعب إسرائيل ، ليس فقط لدي الشعب الفلسطيني ، ولكن لدي كافة الشعوب العربية التي مدت يدها مجددا بالسلام فردت عليها إسرائيل بالعدوان .
ومن هنا فإني أحذر الحكومة الإسرائيلية مرة أخري من مغبة سياساتها علي مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، بما في ذلك علي مستقبل أمن واستقرار شعب إسرائيل ، وأطالب كافة القوي الدولية - وعلي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - بالتصدي الحازم لهذا العدوان والصلف السافر حفاظا علي الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
وفي هذا السياق ، فإن مصداقية المجهودات الدولية التي نشارك فيها جميعا للتصدي للإرهاب الدولي تعتمد إلي حد كبير علي قدرتنا علي التوصل لحلول سياسية عاجلة لكافة المشكلات السياسية التي طال أمدها ، وعلي رأسها مشكلة الشرق الأوسط ، كما تعتمد علي الالتزام بمعايير محددة في حربنا ضد الإرهاب ، حتي لا نتيح للبعض الفرصة لاستغلال هذه الحرب لتحقيق مصالح خاصة ضيقة دون مراعاة للمصالح الأشمل والأعم للمجتمع الدولي بأسره . ومن هنا ، فلا ينبغي السماح لإسرائيل بركوب موجة الحملة الدولية ضد الإرهاب لتنفيذ مخططاتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية ، أو لفرض قيادة فلسطينية جديدة تتفق مع توجهاتها ومخططاتها ، بل يجب السماح للشعب الفلسطيني بأن يمارس حقوقه الديمقراطية في اختيار قيادته التي تحظي بثقته والتي تعبر عن مصالحه حتي وإن كانت القيادة الحالية . وأخيرا ، فإنني علي ثقة من أن إرادة السلام سوف تنتصر ، ولن يفلح أعداء السلام مهما تكن جهودهم في وقف حركة التاريخ ، والعودة بالمنطقة مرة أخري إلي دوامة الصراع والحروب ، لأن الشعوب لاتزال ، رغم الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة ، تنحاز إلي السلام ، وتتمسك به هدفا صحيحا يعلو علي كل الأهداف .
إن انتصار إرادة السلام العادل هو انتصار لإرادة شعوب المنطقة - ومن بينها شعب إسراذيل - التي تتوق إلي حياة آمنة مستقرة ، وهو إنتصار أصيل لإرادة الشعب المصري ، الذي فتح طريق السلام وتحمل من أجله تضحيات جسيمة ، وظل علي إيمانه بالسلام رغم المصاعب الضخمة التي يواجهها . تحية إلي شهيد مصر بطل الحرب والسلام ، الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، لقراره الشجاع الذي كسر حالة اللاسلم واللاحرب ، ولمبادرته التاريخية التي حددت للحرب هدفا واضحا نبيلا ، وهو السلام القائم علي العدل الذي يحقق الأمن لكل الأطراف ويعيد الحقوق الوطنية المشروعة لكافة الشعوب العربية .
وتحية إلي كل الرجال الأبطال الذين شاركوا في هذه الحرب المجيدة التي أعادت الأرض والكرامة لمصر ، وأعادت للعسكرية المصرية شموخها وكبريائها . وتحية إلي قواتنا المسلحة وشهدائها البواسل الذين حققوا بدمائهم الزكية هذا النصر الخالد فكانوا نعم الفداء للأرض وللوطن .
وتحية لشعب مصر العظيم الذي وقف إلي جوار قواته المسلحة يدعمها بكل ما يستطيع واثقا من قدرتها علي تحقيق النصر المبين .
وفقكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، </TD></TR></TABLE> المصدر http://www.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?sid=24105</TD></TR></TABLE> |
{**صفحة جديدة 1} |
|
ماريال الرتبة العسكرية\عميد جيش
عدد المساهمات : 2039 تاريخ التسجيل : 19/06/2011
| موضوع: رد: خطاب الرئيس محمد حسنى مبارك للامة بمناسبة احتفالات أكتوبر الاربعاء, 02 اكتوبر 2002 الأحد يوليو 10, 2011 3:20 pm | |
| * ستظل يا مبارك رمزا خالدا في تاريخ مصر {**صفحة جديدة 1} |
|