الاخوة المواطنون الاخوة والأبناء رجال القوات المسلحة في تاريخ الأمم العظيمة أيام عظيمة يتجاوز أثرها مرور الأحداث وتبقي مع الزمن وهجا من نور تكشف للأجيال وراء الأجيال طريق المستقبل وتتجدد في ذكراها العطرة قيم نبيلة أصيلة فتحرس مسيرة الوطن وأهدافه وتحثه علي المزيد من التقدم تجاه أهدافه الصحيحة .
قيمة هذه الأيام العظيمة انها تكشف عن معدن الشعب وجوهرةفي ظروف صعبة تنفض عن روحه الإحساس باليأس أو الضياع وتعطيه ميلادا جديدا يكشف أصالة الجوهر ، وتمنحه ثقة في النفس تتحدي المعجزات ومن بين أيام مصر العظيمة سوف يبقي أكتوبر علي مدي التاريخ موضع الفخار الدائم لشعب مصر وقواتها المسلحة لأن أكتوبر يعني في نفوسنا عودة الروح وصحوة الارادة ويعني في نفوسنا صحة القرار وعظمة الحشد ويعني في نفوسنا أيضا روعة الأداء وجلال الفداء .
ولأن أكتوبر يعني في نفوسنا ثقة بالذات تقوي علي كل المصاعب وثقة بالمستقبل مهما تكن مشاكل الحاضر وثقة بالهدف الصحيح الذي اخترناه وهو السلام العادل والشامل مهما تكن العقبات .
ويتوافق مع عيدنا هذا العام يوم مجيد آخر في تاريخ مصر وقواتها المسلحة نحتفل فيه بالعودة المظفرة لأبنائنا البواسل من الخليج ، بعد أن أدوا مهمة وطنية جليلة ورسالة قومية كبري سوف يسجلها التاريخ علامة مضيئة علي طريق البذل والفداء . عادوا يحملون شهادات الفخار لشعب عظيم ، يعرف معني المسئولية القومية يضيفون صفحة جديدة مجيدة الي تاريخ قواتنا المسلحة . كانوا علي مستوي المسئولية وهم يدافعون عن حق شعب عربي استهدف العدوان ازالة وطنه من الوجود وكانوا علي مستوي المسئولية وهم يؤكدون بروح التضحية والفداء ان مصر سوف تبقي دائما درع الأمان لأمتها العربية .
وكانوا علي مستوي المسئولية بأدائهم القتالي الرائع وسلوكهم الانساني الرفيع وهم ينتصرون لقيم الحق والعدالة في حرب فرضها العدوان السافر علي مبادئ الشرعية والقانون وقيم الأخوة والدين لقد جاء قرار ارسال القوات المصرية الي الخليج انعكاسا صادقا للضمير الوطني المصري الذي رفض الغزو واستشف في لحظات أهدافه الحقيقية ومخاطره الجسيمة .
ورغم حملات التضليل التي حاولت أن تخفي أطماع الغزو وتستر وجهه القبيح تحت أقنعه كاذبة وقف المجتمع المصري مساندا المهمة النبيلة لقواته المسلحة في ظروف عربية عصيبة تضاربت فيها الرؤي وتباينت المواقف واختلطت الأوراق الصحيحة بالأوراق الخاطئة وتجلت صورة الوحدة الوطنية علي أروع ما تكون واذا كانت هناك قلة اختارت الموقف الآخر لأسباب نعرفها جميعا فلقد آثرنا أن نعتبر ذلك من قبيل اختلاف الرأي في مجتمع ديمقراطي ، يصون حق التعدد والاختلاف ثقة منا في قدرة الضمير المصري علي التمييز بين الصواب والخطأ والحق والباطل .
وجاء أداء قواتنا المسلحة هناك انعكاسا صادقا لقيم هذا الشعب الأصيل الذي حمل رسالته القوميه بكل شرف وأمانة ينتصر لقضايا الحق ويرفض دعاوي الباطل ويضع المصلحة العليا فوق اعتبارات المصلحة الأنانية الضيقة .
لقد جسدت طبيعة المهمة وجسد الأداء المتميز لرجالنا البواسل شرف العسكرية المصرية التي لم تغادر حدود وطنها ابدا من أجل العدوان علي الأخرين .
فالتحية واجبة لرجال القوات المسلحة الذين عادوا من مهمة نبيلة تجسد موقفا مصريا صحيحا رفع قامة مصر الي أعلي سماء والذين أضافوا بهذه المهمة صفحات جديدة مجيدة الي سجل العسكرية المصرية الشامخة تحية خاشعة لشهدائنا الابرار الذين سالت دماؤهم الزكية علي هذه البقعة من أرض العروبة والاسلام انتصارا لقضية الحرية وإعلاء لكلمة الحق ودرسا مستفيضا للأجيال القادمة في الوطنية والفداء .
أيها الأخوة والأخوات لقد جاءت هذه الصفحة الناصعة التي كتبها رجال القوات المسلحة المصرية فوق الأرض العربية اضافة كبري الي ملحمة اكتوبر العظيمة التي تظل أكبر الانجازات في تاريخ مصر والعرب ونقطة التحول في تاريخ منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية البالغة علي الصعيد العالمي .
سوف تبقي ملحمة اكتوبر أعظم انجازات مصر والعرب لأنها كشفت للعالم كله من خلال ملحمة قتال مجيدة قدرة المصريين علي انجاز عمل عسكري فذ غير كثيرا من فنون الحرب واستراتيجيتها وأهال التراب علي مفاهيم ونظريات كانت قد بلغت في الفكر العسكري مبلغ العقائد ولأنها أكدت للجميع أن الشتات والفرقة العربية ليست قدرا مفروضا علي هذه الأمة .
وبقدر ما كانت حرب أكتوبر انجازا عبقريا لكل ضابط وجندي فقد كانت شاهد صدق علي أصالة هذا الشعب العريق الذي رفض الهزيمة وأدرك بثاقب وعيه ان للهزيمة أسبابا أخري غير شجاعة الرجال واستعدادهم للفداء وقدرتهم علي الدفاع عن شرف الوطن وترابه .
وقف الشعب الي جانب قواته المسلحة طوال فترة الاعداد للحرب يمدها بالعون ويفتديها بكل غال وعزيز واثقا من قدرتها علي رد قوي العدوان والبغي وعندما بدأت المعركة واقتحم الرجال القناة يرفعون أعلام مصر علي أرض سيناء الطيبة كان الشعب يعيش مع قواته المسلحة أحداث الحرب وتحدياتها لحظة بلحظة وعندما انطلقت صيحات الجنود فوق رمال سيناء تهتف الله أكبر كانت أصداء هتافهم تسري في لمح البصر الي كل شبر من أرض الوطن حتي أصبح النداء ترنيمة علي كل لسان وصيحة مدوية في كل ربوع مصر ، تجسد اصرار الشعب العظيم علي تحدي الهزيمة .
تبدت أصالة الشعب المصري وقدراته في الأداء المعجز لقواته المسلحة وفي هذا التلاحم الفذ الذي صنع من الجبهة الداخلية وجبهة القتال جسدا واحدا تسري فيه روح صحوة جديدة واثقة من قدرتها علي الانتصار .
أيها الأخوة لقد كان واحدا من أهم أسباب نجاح حرب أكتوبر أنها استندت الي قرار سياسي اتسم بالشجاعة والحكمة والحساب الدقيق لظروف دولية صعبة ومعقدة . كان القرار قمة في الشجاعة لأنه جاء في ظروف توافقت فيها ارادات الدول الكبري علي وفاق يحول دون خطر المواجهة أو تصعيد أي من النزاعات الاقليمية الي مستوي يهدد هذا الوفاق الجديد . جاء القرار في تلك الظروف الدولية المعقدة ليؤكد للعالم كله من خلال مبادأة القوات المصرية والسورية ان الارادة العربية لن تخبو ولن ترضخ وان المصريين لن يكونوا أبدا الجثة الهامدة بلا حراك .
وان الاسترخاء العسكري الذي يريده الكبار للشرق الأوسط لن يكون وان الحق العربي لن يموت كان القرار فوق شجاعته ، قمة في الحكمة لأنه حدد الأهداف علي نحو واقعي صحيح يخلو من شطط المقامرة ولأنه حشد كل الامكانات التي تضمن انجاز هذا الهدف وسعي الي تهيئة كل الظروف التي توفر لهذا الهدف القبول والمشروعية . توافرت كل الشروط في قرار حرب أكتوبر المجيدة تم تحديد الهدف علي نحو واقعي يضمن القبول والمشروعية فالهدف كان تحرير التراب الوطني وإنهاء الاحتلال الأجنبي ولم يكن الادعاء بتدمير اسرائيل .
وتم حشد كل الامكانات من أجل انجاز هذا الهدف جري تعبئة كل الموارد وتم توجيه كل الطاقات لخدمة معركة التحرير التي تحولت الي مشروع وطني وقومي كبير انعقد عليه إجماع الشعب بكامله . وتم تهيئة كل الظروف العربية والدولية علي نحو أعطي للحرب مشروعيتها باعتبارها حربا عادلة وضرورية من أجل إقامة سلام دائم وعادل يحفظ لكل الاطراف حقوقها علي نحو متكافئ يرفض الصلف ويحطم ادعاءات الهيمنة والتفوق ونوايا التوسع علي حساب وحقوق الآخرين .
تلك هي مسئولية القيادة إزاء كل قرار سياسي وهي مسئولية تتضاعف مرات ومرات ان كان القرار يتعلق بقضية الحرب التي هي أخطر القضايا في مصائر الأمم لأن الحرب من أصعب الخيارات وأشقها لمن يعرفون معناها ، ولمن يعون مسئولياتها ولمن يضعون في اعتبارهم مصالح الشعوب مجردة من الأهواء الذاتية والطموحات الفردية الجامحة .
إن مسئولية القيادة وشرفها يمليان علي صاحب القرار ان يتجرد في قراره من هوي الذات ونوازع الطموح الفردي وان يحسن التمييز بين الاهداف الممكنة والاهداف المستحيلة وان يدرك الفروق بين الشجاعة والمقامرة وبين ما هو مشروع وعادل وما هو محرم وظالم لا تأخذه العزة بالاثم تحت دوافع الغطرسة والكبرياء الكاذبة .
كانت حرب أكتوبر حربا مشروعة ومبررة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان لم تكن حرب عدوان أو تسلط ولا هي استهدفت ضم أرض الآخرين أو الجور علي حقوقهم بل كان الهدف منها أولا وأخيرا تطهير أرض الوطن من دنس الاحتلال وتمكين الشعب من ممارسة سيادته علي كل ذرة من تراب وطن كانت منذ فجر الدولة القديمة وسوف يبقي بإذن الله كيانا مصونا لا يمس .
وكانت حربا من أجل السلام خاضها أبناء مصر البواسل لكسر حلقة مفرغة من عنف ودمار استنزفت قدرات المنطقة وخلق مناخ جديد يسمح بتفاوض بناء سعيا الي تحقيق سلام عادل وشامل يضمن لكل الأطراف أمنها وحقوقها ومصالحها المشروعة ويصحح علاقات الشرق الأوسط بما يضمن التعايش الخلاق وحسن الجوار لكل شعوب المنطقة دون استثناء .
كانت حرب اكتوبر اختيارا حتميا يفرض ضرورته لأن الجهود الصادقة التي بذلتها مصر علي طريق السلام لم تجد قبل الحرب آذانا صاغية ولأننا كنا نعرف ان مصر لن تستعيد كرامتها كاملة الا من خلال معركة يؤكد فيها المصريون قدرتهم علي رد قوي العدوان ولأن الانتظار لم يكن يعني سوي تثبيط الهمم وتكريس الاحتلال والتوسع في إقامة المستوطنات لفرض واقع جديد يصعب تغييره .
وكان قرار الحرب اختيارا مصيريا وكان توقيته ضربة عبقرية اداها ابن مصر العظيم الرئيس محمد انور السادات بولاء كامل لوطنه واحساس عميق بفداحة المسئولية التاريخية وثقة كاملة في القوات المسلحة ورجالها وأدراك عميق لجوهر هذا الشعب العريق ومعدنه لكل هذه الاسباب سوف يبقي قرار اكتوبر في التاريخ المصري والعربي نموذجا رائعا للقيادة الحكيمة الشجاعة في أسمي مراتبها وسوف تظل الأجيال المتعاقبة من ابناء مصر تذكر له هذا القرار الشجاع بكل اجلال وعرفان .
لقد جسدت حرب اكتوبرفوق شجاعة القرار مفهوم التضامن العربي في اروع صوره حين انطلقت حرب التحرير علي الجبهتين المصرية والسورية في وقت واحد وتوافق اقتحام القوات المصرية للقناة مع وقع اقدام القوات السورية فوق هضاب الجولان في مبادأة رائعة وتنسيق متكامل يساندهما تضامن عربي واسع بلغ ذروته ، يلم شمل العرب من المحيط الي الخليج وقف الجميع يساندون معركة التحرير ويؤكدون قدرة الأمة العربية علي قبول التحدي .
وسوف يبقي اكتوبر في التاريخ العربي شاهد صدق علي امكان قيام تضامن عربي صحيح وسوف تبقي رفقة النضال مع سوريا الشقيقة شعلة تنير خطانا المشتركة علي مسيرة الحق والسلام .
الأخوة والأخوات لقد فتح انتصار اكتوبر طريق السلام من موقع الشموخ والكرامة لأنه اعاد الي الموقف المختل توازنه وتماسكه وتهيأت بثماره ظروف جديدة تمكن العرب والاسرائيليين من الوصول الي صيغة عادلة مقبولة لسلام شامل يلبي الحقوق المشروعة لكل الأطراف بعيدا عن عقد الهيمنة والتفوق واحلام التوسع علي حساب الآخرين ومن موقع الشموخ والكرامة وبنفس الاقتدار الذي واجهت به مصر تحديات الحرب واجهت تحديات السلام فتقدمت الصفوف واثقة من خطوها الصحيح تجاه هدف صحيح لتثبت للجميع ان السلام ليس هدفا مستحيلا وانه يمكن ان ينهض وان يترسخ باحترام الحقوق وقبول حكم الشرعية والقانون في صياغة علاقات جديدة متكافئة تضمن للجميع التعايش والتعاون وحسن الجوار بدأ الرئيس السادات المسيرة بأصرار واثق علي قبول تحدي السلام وعزم اكيد علي ان يضع كل الأطراف امام مسئولياتها واستمر فيها حتي آخر لحظة في حياته الحافلة التي حقق فيها لمصر والعالم انجازات لا سبيل الي التهوين من شأنها . تحية لأنور السادات بطل الحرب وصانع السلام تحية له يوم اتخذ قرار الحرب ضد كل التوقعات ت حية له يوم مضي في طريق السلام واثقا من سلامة هدفه تحية له يوم قضي نحبه في سبيل الشعب والوطن
الأخوة والأخوات ان ثقتي كاملة في ان السلام العادل سوف ينتصر اخيرا مهما تكن العقبات وسوف نمضي علي طريق السلام قدما لأننا اصحاب حق وانصار مبدأ مسلحين بهذه القيم العظيمة التي صنعت نصر اكتوبر الثقة بالنفس اليقين بصحة الهدف والاصرار علي انجازه مهما تكن العقبات . لن تمنعنا ممارسات اسرائيل السلبية من ان نمضي قدما علي الطريق رغم المصاعب لنضع كل الأطراف امام مسئوليتها ولن يغيب عن بالنا ان هناك من يسعون الي افشال مسعانا لأن السلام يتعارض مع اوهام مخططاتهم او لأن السلام يقلص ادوارهم لن نترك الساحة لهؤلاء واولئك يجهضون المسيرة او يفسدون المناخ لأن السلام مطلب الشعوب كل الشعوب .
ولأن الحياة تزدهر في ظلاله بالخير والتقدم ولأنه لغة عصر جديد يدعو الي نبذ الحرب ويشدد علي حقوق الانسان ويفتح نوافذ الحرية امام الشعوب ويستبعد فلسفات الصراع والعنف ويحض علي التعايش الآمن والمنافسة في مجالات التقدم الانساني واذا كان هناك من لا يزالون يتوهمون ان العالم يمكن ان ينتكص علي عقبيه وان المجتمع الدولي يمكن ان يتجه مرة اخري الي تبديد جهوده في صراعات الاستقطاب والحرب الباردة وسباق التسلح وتوسيع دائرة الحرب واشعال بؤر التوتر والعنف فهؤلاء الواهمون هم من بقايا زمن مضي .
واذا كان هناك من لا يزالون يتصورون ان العقائد الانسانية خالدة فيتعصبون لرؤاهم الجامدة ويضفون عليها زورا ثوب القداسة والخلود كي يبتلعوا حقوق الآخرين فهؤلاء ايضا من بقايا زمن مضي . أيها الأخوة والأخوات لقد شهدت مسيرة السلام خلال الاشهر والاسابيع الأخيرة جهودا كثيفة شاقة ومضنية اسهمت فيها قوي إقليمية ودولية متعددة واضطلعت فيها الولايات المتحدة بنصيب بارز كما ساعد علي استمرارها الموقف السوفيتي الايجابي البناء . ومواقف المجموعة الأوروبية التي تهتم كثيرا باحداث الشرق الأوسط ومشاكله دارت هذه الجهود حول عقد مؤتمر السلام في الأسابيع القادمة تحضره كل الأطراف المعنية يستند الي قرارات الأمم المتحدة بهدف استثمار قوة الدفع القائمة واستخدام الظروف الايجابية التي تراكمت طوال السنوات الأخيرة والقضاء علي المخاوف التي اصبحت تنتاب الكثيرين في هذه المنطقة من تأخر تحقيق السلام علي عكس الاتجاه الغالب في انحاء العالم المختلفة .
اننا حيال فرصة تاريخية اخيرة قد لا تتكرر من اجل الوصول الي تسوية عادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وتضمن امن جميع الأطراف بما في ذلك اسرائيل وتضمن علاقات جديدة وصحيحة في منطقة الشرق الأوسط ونحن نأمل ان تتحمل كل الاطراف مسئوليتها وتنهض بواجباتها ازاء تحديات السلام .
ومما يعزز هذه الفرصة التاريخية انضمام سوريا الشقيقة الي جهود السلام هي فرصة العرب والفلسطينيين لأنه لن يكون في قدرة أي من الطرفين انهاء وجود الآخر أبدا لأن احدا لن يستطيع ان يقهر ارادة شعب يرفض الاحتلال ويصر علي حقه في تقرير المصير اقول للشعب الاسرائيلي الذي يعرف معاناة الحرب وخسائرها من فوق هذا المنبر وفي ذكري حرب اكتوبر المجيدة لاشئ يعدل السلام لأن السلام رسالة السماء ووظيفة الانسان علي الأرض والسلام لن يكون سلاما الا اذا كان عادلا يستجيب لحقوق الآخرين .. السلام العادل هو ضمان الأمن وضمان المستقبل وضمان الوجود لأن للقوة مهما بلغت سقفا وحدودا ، ولأن تاريخ الأمم ابعد زمنا من اطماع موقوته . واقول للشعب الفلسطيني الذي يعيش معاناة الاحتلال سوف يكون من الخطأ الجسيم ان تتبدد هذه الفرصة التاريخية فما اكثر الفرص التاريخية التي ضيعت الكثير من حقوق الفلسطينيين ولن يكون من الحكمة ان تضيع هذه الفرصة ايضا وان يكون الطرف الفلسطيني هو المسئول عن ضياعها .
الموقف يقتضي ان يكون الصوت الفلسطيني واحدا واثقا من هدف السلام لا يعطي للأخرين فرصة تعويق الجهود الراهنة . ايها الأخوة المواطنون اكتوبر يعني في نفوسنا الحق والعدل والسلام وسيظل هذا منهجنا ورائدنا اليوم وغدا نرفض العدوان ننشر السلام نزرع اشجار الحرية والاخاء هدفنا ان يسود الحق وان يتبدد الباطل وان نعيش في منطقة آمنة خالية من العنف والكراهية طريقنا الاحتكام الي العدل والخضوع لحكم القانون مبدأنا الوصول الي كلمة سواء بالاقناع الحق والارادة الحرة نفوسنا مطهرة من الحقد والاطماع والبغضاء . ايها الأخوة والأخوات قلوبنا عامرة بالايمان والتقوي وخطانا ثابتة لا تعرف التردد ارضنا قدس الاقداس مهد الحضارات شهداؤنا اغلي الأبناء وقدوة البذل والعطاء عملنا خالص لوجه الله والوطن وفقنا الله واياكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر. |